كانت أسهم قطاع السياحة الاكثر خسارة خلال عام 2008 حيث هبط مؤشرها بنحو 71%في ظل الازمة المالية العالمية.. وقد بدأ القطاع في التأثر الفعلي مع بداية العام الحالي حيث تراجعت الحجوزات في الفنادق بنسبة 30 %في يناير 2009 بالمقارنة مع الشهر نفسه من عام 2008..ليس ذلك فقط فكان لابد وأن يلقي العدوان علي غزة بظلاله علي جميع المجالات، وخاصة السياحي . أكد الخبراء أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة العالمية الحادثة وتوقع البعض انخفاض أرباح شركات السياحة خلال الربع الأول من العام بنسبة 40 %مقارنة بالعام الماضي في ظل الغاء الحجوزات من قبل السائحين الأجانب وما يترتب عليه من تراجع ايرادات الشركات. تأثير سلبي أكد عصام مصطفي العضو المنتدب بشركة نماء للوساطة في الأوراق المالية انه كان للازمة المالية العالمية و العدوان علي غزة تأثير واضح علي قطاع السياحة المصري وعلي أسعار أسهمه في البورصة. توقع مصطفي انخفاض أرباح شركات السياحة خلال الربع الأول من العام بنسبة 40 %مقارنة بالعام الماضي في ظل تزايد إلغاء الحجوزات من قبل السائحين الأجانب ومما يترتب عليه من ضعف ايرادات الشركات السياحية. واختلفت ريهان حمزة محلل مالي بشركة عكاظ للوساطة في الاوراق المالية مع الرأي السابق متوقعة عدم تأثر السياحة بشكل ملحوظ علي المدي القصير والمتوسط بالازمة نتيجة للعقود المبرمة مسبقا ولكن من المتوقع ان تظهر عوارض الازمة في النصف الثاني من العام الحالي..مؤكدة انه علي المدي الطويل ستتأثر ايرادات مصر السياحية نتيجة للركود العالمي و انخفاض القوة الشرائية خاصة السياحة الوافدة من الاتحاد الاوروبي حيث تمثل 76% من السياحة إلي مصر في ظل الانخفاض المتوقع في قيمة اليورو مقارنة بالجنية. ولكنها أكدت أن مدي التأثر سيعتمد علي قدرة مصر علي جذب المزيد من السياح من دول أخري خاصة الدول العربية و دول الشرق الاقصي. وأشارت ريهان انه ليس من المتوقع تأثر ايرادات السياحة بالعدوان علي غزة نظرا لهدوء الحرب نسبيا وحتي ان استمرت تلك الحرب سيكون التأثير متركزاً في منطقة سيناء القريبة من القطاع. العقود المسبقة اما باسم رمزي مدير قسم التحليل المالي بشركة مترو لتداول الاوراق المالية فيري ان للحرب العدوانية علي قطاع غزة "تأثيرا مؤكدا علي القطاع السياحي في مصر والمنطقة" مشيرا الي إن الهدنة الهشة التي تم اعلانها واستمرار التوتر في المنطقة يعني أن الانعكاسات السلبية ستتفاقم علي العائدات وأرباح شركات السياحة ومن ثم التاثير علي أسعار أسهمها في البورصة المصرية. وتوقع أن يكون قطاع السياحة من أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة العالمية الحادثة نظراً لأن هذا القطاع يتعامل مع شعوب في دول تأثرت بالأزمة بقوة مما سيؤثر علي قدرتها علي الانفاق. نوه إلي أن الشركات التي تعتمد علي الخدمات سوف تكون مرشحة للهبوط خلال تداولات العام القادم وفي مقدمتها قطاع السياحة. أشار رمزي إلي إن التأثير السلبي الأكبر للعدوان الإسرائيلي علي غزة يتركز في مناطق شرم الشيخ والغردقة وطابا القريبة جدا من القطاع، بينما قد لا تشهد مناطق مثل القاهرة والأقصر والإسكندرية تأثرا ملموسا بسبب ما يجري في القطاع. وطالب رمزي بضرورة إلغاء ضريبة المبيعات لحين الانتهاء من الأزمة ومنح تسهيلات للشركات التي تقوم بتشجيع السياحة الداخلية مع ضرورة تخفيض أسعار البرامج السياحية الداخلية بالإضافة إلي وضع نظام للإعفاء الجمركي للمعدات الفندقية والمطابخ فيراعي إعادة النظر فيه. منافسة كبري واتفق احمد بكر درويش خبير مالي مع الرأي السابق مؤكدا إن الطابع العالمي للأزمة وضع مصر في منافسة مع كُبري الوجهات السياحية، وهو ما قد يخفض الأسعار لاجتذاب الزوار واستبعد بكر أن يكون للعدوان علي غزة اي تاثير علي قطاع السياحة في مصر وعلي أسهمه في البورصة. وعن تأثيرالأزمة المالية العالمية علي القطاع أكد بكر أن الأزمة قد أثرت بالسلب علي القطاع في البداية ولكنه من المتوقع ان يتحول هذا في المستقبل القريب الي تأثير إيجابي خاصة بعد حالة الكساد والانكماش التي تعاني منها الدول النامية ومحاولات السائحين الاجانب للبحث عن دول تقل تكلفتها السياحية مثل مصر. وأكد بكر أنه وفقا للدراسات التي صدرت مؤخرا عن نمو القطاع السياحي حقق القطاع السياحي نسبة نمو بلغت 15 %علي الرغم من تأثر ارباح معظم الشركات السياحية في الربع الأخير من 2008.