صدر عن دار النهضة العربية بيروت كتاب "قضايا وآراء إسلامية" لسماحة القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان، ويضم جملة من المقالات والأحاديث التي كان نشرها سماحته في بعض الصحف اللبنانية على مدى عدة سنوات. وقرر الشيخ دريان وفقا لصحيفة "المستقبل" اللبنانية جمع تلك القصاصات في كتاب نزولاً عند رغبة الأصدقاء والقراء لتكون هذه المجموعة عوناً للباحثين والمثقفين والعاملين في مجال الدعوة الإسلامي. ويشكل "قضايا وآراء إسلامية" مادة علمية تثري ثقافة المهتمين بالقضايا الفكرية المعاصرة والدعوة الإسلامية، حيث تناقش مجموعة من القضايا المطروحة اليوم على الصعيد الإسلامي والوطني في ظل ما يشهده عالمنا العربي والإسلامي من أحداث أدت الى مزيد من التقهقر والانقسام نتيجة الأحداث السياسية الجارية في العالم. وأرجع الكتاب هموم العالم الي أثر العولمة التي هي ليست العالمية بل هي صياغة وقولبة جديدة للاقتصاد والإعلام والقيم.. وكل شيء، او هي محاولة القوى الدولية فرض نفسها على الدول والشعوب لتحكمها وتخضعها لسياساتها وتتدخل في شؤونها الداخلية، أو هي أمركة مقنعة وهيمنة على الأمم الأخرى تذويباً لخصوصياتها وثقافاتها وإلغاء للشخصية الإسلامية الحرة التي لا تؤمن إلا بوجود رب واحد يحكم هذا الكون وفق دستور وسنن ثابتة. ويعالج سماحة الشيخ قضايا العولمة الحديثة وأخطارها على العالمين العربي والإسلامي وعالمية الإسلام من خلال رسالته القائمة على الاعتدال والوسطية والتسامح والتوازن والاعتراف بالآخر ودور المسلمين في عصر العولمة ومقومات الأمة الإسلامية للنهوض والتغيير وتجديد الخطاب الديني لضبط العلاقة بين الوحي والعقل والعودة بالإسلام الى منهج الوسطية. ويناقش الكتاب قضايا الوحدة الإسلامية وضرورتها لمواجهة التحديات المعاصرة وقضايا الاجتهاد والحوار والتعددية الدينية في إطار ثقافة الوحدة والقيم الخلقية في زمن اضطراب المفاهيم وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي والإرهاب الصهيوني وتهويد القدس الشريف وغيرها من القضايا التي تؤرق العالم الإسلامي. ويختتم الكتاب أن الدين الإسلامي هو دين خير وهداية ومنهج حياة للإنسانية، والمتأمل فيه يلمس خير عقيدة وشريعة وعبادة وسلوك وعمل وعلاقات اجتماعية، لأن مبادئ الرحمة والشفقة والعدل والإحسان والتقوى والورع والمساواة والشورى وتكافؤ الفرص والتعاون وتكريم الإنسان، وفيه مبادئ راسخة في تدعيم الحرية والإخاء والتكافل والتضامن والالفة وعدم الانقسام، والمودة والمروءة والصدق والشهامة وإغاثة الملهوف، وحسن الجوار والأمانة، والشرف والذمة، وحب العمل والإنتاج، وتنمية الثروة ومصادر الإنتاج ووسائله وتعمير الكون الي غيرها من القيم الإنسانية والأخلاقية والروحية التي رسخها الإسلام. ويشدد المؤلف علي ضرورة تبليغ صورة الإسلام المشرقة الناصعة في سماحة تشريعه وقيمه بخطاب ديني متجدد يراعي منطق العصر وأدب الحوار والعرض والدعوة بالتي هي أحسن إليه، وقبل كل ذلك أن يتمثل الدعاة اليه بتعاليمه وقيمه الخلقية ليكون السلوك وفق ما ندعو اليه ونؤمن به.