روائيون مصريون ولبنانيون يروُون تجربتهم محيط - خاص حول بعض التجارب الإبداعية للمبدعين اللبنانين و المصريين ، دارت ندوة أمسية ثقافية على هامش معرض الإسكندرية العربى الثالث للكتاب والتى شارك فيها عدد من الأدباء والنقاد من مصر و لبنان ، حيث شارك من لبنان الروائي الكبير جبور الدويهي ، والكاتبة القصصية والروائية لنا عبد الرحمن ، ومن مصر شارك القاص سعيد الكفراوي و الناقد المسرحي د. أبو الحسن سلام بالإضافة إلى الكاتبة القصصية والروائية نورا أمين ، وأدار الندوة الروائي المصري الكبير إبراهيم عبد المجيد . وافتتح الندوة جبور الدويهي بشهادته حول فن الرواية ، وعلاقته بالمجتمع اللبنانى ، مع نظرة تاريخية على تغييرات المجتمع اللبنانى منذ الحرب الاهلية فى سبعينات القرن الماضى وحتى الآن ،من خلال جدليةاللغة والحرب فى بنية الرواية لديه ،وبنية الرواية اللبنانية بشكل عام . قال جبور الدويهى: كانت اللغة الفرنسية هى لغتى التى أكتب بها فى البداية ، نظراً لتعليمى الفرنسى فى إحدى المدارس المسيحية التى تحرم على تلاميذها ومدرسيها التحدث بلغة غير الفرنسية ، ومن ثم اتجهت إلى دراسة الأدب الفرنسى فى الجامعة ثم تدريسه لاحقاً. وأثناء ذلك كتبت قصصاً عن بيروت باللغة الفرنسية ، ولكنها لم تعجبنى ، فأدركت أن اللغة الفرنسية بها مصاعب وخاصه أن لغة بلدى هى العربية التى استخدمها فى حياتى اليومية ، لكن لم اتمكن من التخلص من اللغة الفرنسية فأنأ أكتب بلغة تدير أذن للغة أخرى . الدويهي : الحرب اللبنانية آذنت بانطلاق الرواية وأضاف بان هناك أعتقادا بأن الحرب اللبنانية هى التى أذنت بانطلاق االرواية اللبنانية وهذا صحيح إلى حدما فقد زاد عدد الروايات العربية بعد الحرب كما كانت الحرب مؤثرة أيضاً فى تطوير الرواية اللبنانية بما جعل الروايه أكثر ثراًء فى لبنان .ولكنى أشعر اليوم أن اللبنانيين عادوا لفضائهم الأول ليبدأوامنه مجدداً وعلى ذلك تكون الرواية فى لبنان وقفاً على جبل محطم الآمال ولكن على كل حال التعبييرالفنى لن يتوقف ،فهناك الرسامين والفنانين والمبدعين . وأكد جبور أن الإسكندرية أدهشته بثراءها الفكرى والأدبى إلى جانب التاريخ فهى مدينة تزدحم بأشباح الروائيين العظماء أمثال أجاثا كريستى وداريل وغيرهم من الذى قضوا فترات من عمرهم فى الاسكندرية فهى مدينة مثالية بالنسبة للرواية والروائى بشكل خاص والإبداع بشكل عام . وتحدث د. أبوالحسن سلام عن المسرح وقال فى المسرح المخرج دون أن يكون ناقداً لايكون جيداً وكذلك الممثل ، والإبداع نفسه هو الذى يشير إلى الناقد ولكن ما يحدث فى الواقع أنه عندما يكون هناك إبداع جديد يكون قياسه وفق النظريات الموجودة سواء النظريات القديمة أو الحديثة، والخلاصة أن هناك نقد متطفل على الإبداع وهناك نظريات تتفاعل مع بنية الإبداع نفسه ، وقد ظهرت الكثير من العروض المسرحية وكتبت عنها ومنها أعمال وليد عونى ويجب أن يكون الانتقاد إيجابيا ليثرى العمل الفنى . رواية لنا عبدالرحمن الجديدة وتحدثت الكاتبة اللبنانية لنا عبد الرحمن عن تجربتها في الكتابة قائلة : تجربتي تعود بدايتها لأعوام بعيدة وقد نشأت في عائلة تهتم بالقراءة وحين جاء فعل الكتابة لم يكن منفصلاً عن فعل القراءة وكتبت مجموعتي القصصية ، وكتابتي لم تكن عن الحرب بشكل مباشر أما الكُتاب اللبنانيون الكبار فكتبو أروع الكتابات عن الحرب والحرب لم تهز المجتمع اللبناني فقط وإنما العرب كلهم ، وفي رواية "تلامس" بدأت الشخصيات متجاورة كأنها جزء من الحرب ، وفمثلاً القاهرة المقدمة في الدراما هى لاتعبر عن واقع المجتمع . والمدينة في كتابتى هى بيروت وأتعلق بها من شرفة الحرية و الكتابة تمنحني فرحة داخلية لا أحسها بأي شكل آخر ودونها لا أستطيع العيش . وقال سعيد الكفراوي عن تجربته أنا أنتمي لقرية مصرية ، والريف عبر سنوات حياتي قد تغير تغيراًَ شديداً عندما أنزل القرية الآن أجد الدش والانترنت وبينما كانت القرية قديماً تحافظ على عاداتها وتراثها والكتاب يكتبون عن القرية القديمة ولم يصل أحد في كتاباته للقرية الجديدة وكأننا نحافظ على هذا "الأثر" . فى البداية شكلنا جماعة فى قصر ثقافة ضمت شخصيات أدبية كثيرة منهم جابر عصفور ومحمد صالح وعبدالحكيم قاسم ومحمد المنسى قنديل وقد كنت أول من اكتشف الطريق للقاهرة ووجدت فيه نجيب محفوظ والتجمعات الأدبية ثم سافرت وعرفت أن هناك كتابة وترجمات غير التي عرفناها في القرية واتسعت اختياراتي ، وحتى الآن لم أكتب سوى القصة القصيرة ونشرت أول قصة لى في مجلة المجلة وقد نشرها الكاتب يحيى حقي والذى ينتمى لجيل تعلمت منه الكثير و الكتابة عندي انقسمت لجدليات مثل جدلية الطفولة ، وإحساس أن تشارك في معنى إنساني . سعيد الكفراوى .. أديب مصري كبير ويعرف الكفراوي القصة القصيرة بانها تلك الحالة التي تعبر عن مجتمعات مغمورة ، فقد شغلتني فكرة الموت والرحيل في كثير من القصص كما توجد قصص عن علاقة الإنسان بالحيوان ، ومن هذه القرية انتقلت إلى المدينة حيث أنتمي لجيل شكلت هزيمة 67 وجدانه وانظر إلى جيل نجيب محفوظ و عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس إنهم أبناء الحقبة الليبرالية وبالتالي أعطوا ثراءا حقيقيا للرواية المصرية وجيلنا هذا عاصر هزيمة 67 ورأينا الصلح مع العدو والانفتاح الاقتصادي وعايشنا زيارة السادات لإسرائيل . وقد اهتممت باللغة وكنت أحاول من خلالها الاقتراب مما يسرده رجل القرية وأحببت الأدب اللاتيني بشدة وأدركت أن التجربة اللاتينية قريبة جداً من التجربة المصرية كما اكتشفت أن التراث المصري كان له الفضل في خلق التراث اللاتيني بهذا الإتساع . وقالت الكاتبة نورا أمين إنني أقرأ منذ طفولتي وكان مثلي الأعلى طه حسين فقرأت له الأيام وأنا في سن الثامنة وفهمت بعد ذلك أنها سيرة ذاتية وعرفت أنه يمكن تحويل وقائع صغيرة وتجارب شخصية إلى كتابات ،و الكتابة تغير الحياة سواء أثناء الكتابة أو بعد الانتهاء منها وقرأتها .. ثم قرأت نورا أمين فصلاً من روايتها ( قبل الموت ) والتى تقوم فكرتها على الاحتماء بالكتابة في مواجهة الموت وهواجسه .