غزة: نفت حركتا "فتح" و"حماس" الأحد الأنباء التي تحدثت عن احتمال تأجيل اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الثلاثاء المقبل في القاهرة. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن صلاح البردويل القيادي الحمساوي " لا علم لدي بأي تأجيل لاجتماع الثلاثاء والموعد باق على ما هو عليه"، معبرا عن أمله في أن ينهي هذا اللقاء كافة القضايا العالقة بين الحركتين. وكانت أنباء تضاربت حول تأجيل اللقاء المرتقب بسبب الخلاف بين الجانبين حول تسمية رئيس وزراء الحكومة الانتقالية. ومن جهته ،أكد أمين مقبول عضو وفد المصالحة عن حركة "فتح" وأمين سر المجلس الثوري أن الخلاف بين الحركتين على اسم رئيس الوزراء لا يزال قائمًا، وأن مشاورات تجري لإنجاحه. وقال مقبول في تصريحات إذاعية "نأمل أن يكون اللقاء الأخير وأن ننتهي من كافة القضايا العالقة وخاصة فيما يتعلق بتسمية المرشح لرئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية". وحول الخلاف على تسمية مرشح رئيس الوزراء، قال مقبول "نسعى لتسمية شخصية يكون لها قبول دولي لدى الدول المانحة والمجتمع الدولي، وأن لا تأتي بحصار جديد". وتابع "نعيش مرحلة مصيرية في معركتنا لحشد المجتمع الدولي لدعمنا في استحقاق أيلول المقبل، والوقت غير مناسب لخوض اشتباك آخر لإقناع العالم برئيس الوزراء في الحكومة الجديدة والدفاع عنه دوليًا". وأضاف مقبول "خلال اللقاء لن نطرح أسماء جديدة للنقاش حولها، فذات الأسماء التي طرحت في اللقاء الأول واللقاء الثاني سنتحاور بشأنها". ويذكر انه توقعت مصادر فلسطينية مطلعة تأجيل اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بعد غد في القاهرة بسبب عدم التوصل إلى توافق بين حركتي "فتح" و"حماس" على تسمية رئيس الحكومة الانتقالية في ضوء تمسك عباس برئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، وهو ما ترفضه "حماس". وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية ان كلمة رئيس حكومة "حماس" إسماعيل هنية خلال تأبين رئيس مجلس شورى الحركة محمد شمعة في غزة، لتؤكد استمرار الخلاف على ترشيح فياض، اذ اعتبر أن رهن القضية الفلسطينية بأشخاص مهما كانوا بدعوى قبولهم دوليا أو كونهم مصدر تمويل يشكل كارثة. واوضح هنية "البعض يقول نريد فياض رئيساً للحكومة المقبلة حتى لا يفرض حصار على الحكومة والشعب، ونحن نقول إن إبقاء القضية مرتهنة ببعض الأشخاص مهما كانوا، كارثة، وإذا أردنا بديلاً فالبديل متوافر". وأشار الى أن لقاء عباس ومشعل الثلاثاء سيبحث في تشكيل حكومة التوافق الوطني. ويذكر ان جلسة الحوار بين "فتح" و"حماس" انتهت الأسبوع الماضي في القاهرة من دون توافق على ملف الحكومة الذي عقدت من أجله جولة المفاوضات، وقرر الجانبان ضرورة أن يحضر كل من عباس ومشعل جلسة الحوار المقبلة لحسم من سيشغل رئاسة الحكومة. وأوضحت مصادر فلسطينية شاركت في الجلسة لصحيفة "الحياة" اللندنية أن "فتح" طرحت اسم فياض مرشحا لكن "حماس" رفضته، قبل أن تطرح اسم رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى الذي رفضته حماس أيضاً. من جانبها، طرحت "حماس" اسم المهندس جمال الخضري، ورجل الاعمال منيب المصري، لكن فتح رفضتهما، وطرحت مجموعة من الأسماء، من بينها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، ورئيس جامعة القدس سري نسيبه، ورجل الاعمال مأمون أبو شهلا. وقالت المصادر ان رئيس وفد فتح عزام الأحمد أبلغ جلسة الحوار أن وفده غير مفوض اتخاذ قرار في هذا الشأن، ويجب العودة الى القيادة الفلسطينية. وقالت الصحيفة أن اتصالات مصرية جرت مع عباس ومشعل من أجل ضمان نجاح اللقاء المرتقب بينهما من أجل تسمية رئيس الحكومة المقبلة. وقال مصدر مصري موثوق به إن مصر مستمرة في بذل مساعيها من أجل ضمان نجاح اللقاء في حسم ملف الحكومة وتحديد الشخصية التي ستشغل موقع رئيس الوزراء، لافتا إلى أن مصر لم تتدخل في ترتيب عقد هذا اللقاء، وقال "لا نتدخل في استمرار جلسات الحوار أو في إنهائها".