الأمن الغذائي في روسيا د.هاني شادي أعلن رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين أثناء زيارته لإحدى المؤسسات الزراعية الروسية أن الحكومة ستولي مشكلات الإنتاج الزراعي الأولوية القصوى ، مؤكدا على ضرورة زيادة الإنتاج الزراعي وخاصة الحبوب من أجل تقليل الاعتماد على الواردات من المواد الغذائية. ومن المعروف أن الواردات الروسية من المواد الغذائية واصلت ارتفاعها وبلغت 6ر27 مليار دولار أميركي في عام 2007. وتشكل الواردات 41% من سوق روسيا للحوم و26% من السوق المحلي للألبان وهو ما لا يعطي للمزارعين الروس فرصا جيدة لزيادة إنتاجهم. ومن الأسباب الهامة لزيادة الواردات الروسية بشكل عام، والواردات من المواد الغذائية على وجه الخصوص ارتفاع سعر صرف العملة الروسية الروبل مقابل الدولار الأميركي. ويهدف بوتين إلى أن يصبح نصيب الفرد الروسي من إنتاج الحبوب طنا في السنة. ويذكر أن نصيب الفرد الروسي من إنتاج الحبوب يتراوح حاليا بين 5ر0 و6ر0 طن. وترى الخبيرة يلينا تيورينا أن بإمكان روسيا مضاعفة الإنتاج الزراعي في حال زيادة الرقعة الزراعية في الجنوب الروسي ومنطقة الأراضي الخصبة بوسط شطر روسيا الأوروبي وفي إقليم ألطاي بنسبة تتراوح بين 30% و40%. وحسب تقديراتها فإن ذلك سيوفر احتياجات الاستهلاك المحلي (80-90 مليون طن من الحبوب في السنة) وفائضا للتصدير. وإذا تمكنت روسيا من تصدير هذا الفائض (50-60 مليون طن) فسوف ترتفع إلى مصاف دول العالم الرئيسية المصدرة للمواد الغذائية. وتجدر الإشارة إلى أن الصادرات الأميركية من الحبوب تبلغ 70-80 مليون طن في السنة ، في حين بلغت الصادرات الروسية من الحبوب خلال الفترة من يوليو 2007 وحتى مايو 2008 حوالي 6ر12 مليون طن. وتعتقد يلينا تيورينا أن مزارعي روسيا لا يرون صالحهم في زيادة إنتاج الحبوب في الوقت الراهن لمحدودية إمكانيات التصدير. ولا يتفق رجل الأعمال يوري اوغنيف، المدير العام ل"شركة الحبوب الدولية"، مع هذا الرأي، معتبرا أن ارتفاع الطلب على اللحوم والألبان التي يتطلب إنتاجها الحبوب، يجعل إنتاج الحبوب أمرا مربحا. وتشير بيانات وزارة الزراعة الروسية إلى أن حجم محصول الحبوب في روسيا هذا العام سيبلغ 85 مليون طن - أي أكثر من مؤشر عام 2007 بمقدار 3 ملايين طن. ويتيح ذلك لروسيا الحفاظ على الكمية المخصصة للتصدير والبالغة 15 مليون طن. وتحاول حكومة الرئيس بوتين زيادة الدعم المقدم لقطاع الزراعة الروسي وزيادة الاستثمارات الموجهة إليه من أجل تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات. غير أن هذا التوجه يصطدم بمحاولات روسيا الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. فقد أعلن مدير دائرة المحادثات التجارية في وزارة التنمية الاقتصادية والتجارة الروسية مكسيم ميدفيدكوف مؤخرا أن روسيا أنهت المحادثات المتعلقة بانضمامها المحتمل إلى منظمة التجارة العالمية حول جميع المسائل الأساسية إلا واحدة منها وهي مستوى دعم قطاع الزراعة. فالمنظمة تطالب روسيا بتقليل أو إلغاء هذا الدعم كشرط للانضمام إليها. عن صحيفة الوطن العمانية 21/5/2008