أعلن فيكتور زوبكوف، نائب رئيس الحكومة الروسية، اليوم الجمعة، أن بلاده ستقوم، اعتبارا من العام المقبل، باستئناف تصدير فائض الحبوب المتبقي من الاستهلاك المحلي بعد تكوين احتياطي يكفي حاجة البلاد الاستهلاكية منها. وقال زوبكوف، في تصريح بهذا الصدد، نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء: "سيتم الاهتمام بأنواع الحبوب في بداية شهر يناير القادم، وسنحتفظ بكمية منها لحاجة الاستهلاك المحلي تكفي الشعب الروسي حتى موسم الحصاد الجديد، وسنقوم بتصدير الباقي". وأدى القرار الذي أعلنه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إلى زيادة أسعار القمح في الأسواق العالمية. وقال ايجور شوفالوف، النائب الأول لرئيس وزراء روسيا، اليوم الجمعة، إن الحكومة يمكن أن تتراجع عن قرارها تبعا للمحصول. من جانبها حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من توقف صادرات الحبوب الروسية بسبب موجة الحر الذي سبب وضعا "مقلقا" في أسواق القمح، ومن استمرار ارتفاع الأسعار الذي يهدد الأمن الغذائي في الدول الفقيرة. وقال عبد الرضا عباسيان، سكرتير منظمة الفاو: إن هذا القرار يمثل عنصر عدم استقرار في سوق الحبوب، وأضاف أن الوضع الذي لم يكن مقلقا بات الآن يثير القلق. واعتبر أن قرار روسيا غير المتوقع، والذي اتخذ على عجل، يهدد بوقف الحركة الدولية لتجارة الحبوب بصورة مؤقتة، حيث سيراهن أصحاب مخازن الحبوب على مواصلة ارتفاع الأسعار. وقال عباسيان: بالطبع سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى مشكلات في الدول الفقيرة والمحدودة الدخل، كما حدث في 2007 و2008 عندما أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أعمال شغب خلال تحركات نظمت احتجاجا على الغلاء في أفريقيا ودول الكاريبي وآسيا. وأوضح عباسيان أن المسالة تكمن في معرفة إلى متى سيستمر ارتفاع الأسعار، مضيفا: ولا يزال الوقت مبكرا للحكم على ذلك، وعلينا أن ننتظر من شهرين إلى ثلاثة. وبلغ سعر طن القمح الخميس 230 يورو في أوروبا، وهو أعلي مستوى يصله منذ سنتين ونصف السنة، وكانت أسعار القمح ارتفعت أصلا بنسبة 40% منذ بداية يوليو. وخفضت الفاو هذا الأسبوع توقعاتها بشأن الإنتاج العالمي للقمح في 2010 إلى 651 مليون طن. وكانت توقعاتها في يونيو تشير إلى أن الإنتاج سيصل إلى 676 مليون طن، وتستند المنظمة في توقعاتها الجديدة إلى الظروف المناخية غير المواتية خلال الأسابيع الأخيرة. لكن المنظمة الحكومية أفادت أن مخزونان القمح الاحتياطية لا تزال مرتفعة، والعرض مناسب. وقالت إن المخزونان العالمية كافية بعد ارتفاع غلة المحاصيل إلى مستويات قياسية على مدى عاميين متتالين. وعلى الرغم من المشكلات التي تشهدها كبرى الدول المصدرة، قالت الفاو: إن سوق القمح العالمية أكثر توازنا اليوم مما كانت عليه إبان أزمة 2007 و2008، ولا يوجد ما يبرر الخوف من أزمة غذاء عالمية في الوقت الراهن.