رائحة القاهرة العزب الطيب الطاهر أعانق القاهرة الآن أعيش احوالها انشق نسائم المساء الطالعة من النيل النهر الصابر والمثابر والذي ما زال فارضا سطوة حضوره الجمالي والحضاري رغم كل الصدود الذي يواجهه من ساكني المحروسة. اركب الحافلات العامة واقفا بين زحام الناس بها حتي يتيسر لي مقعد وهو امر بعيد المنال لكني مع ذلك استمتع وان كانت النوافذ المفتوحة دوما تلحق بي بعضا من اذي تيارات الهواء التي دفعتني الي معانقة سريري لمدة يومين بعد اصابتي بنزلة برد كانت خفيفة بحول الله تعالي. امتطي الميكروباصات وهي حافلات اقل في الحجم والنوعية لكنها باتت من عناوين العاصمة بجحافلها التي لا تسكن ليلا او نهارا ورغم انها اسهمت جزئيا في حل معضلة المواصلات في العاصمة التي تعد الاكثر ازدحاما في العالم الا انها تمثل مصدرا للخطر فكثيرا ما ينزع سائقوها الي ممارسة اسوأ اشكال القيادة في الشوارع بل ان بعضهم قد يصل الامر به الي ممارسة جرائم بشعة من قبيل الاختطاف والاغتصاب وان كان هؤلاء اقلية. اتحرك في طرقات وشوارع القاهرة متنقلا بين منطقة واخري اروي ظمئي لمدينة اعشقها بالرغم من بطء حركة السير فيها حد الاحتقان في مناطق الوسط وجسورها العديدة والزحام البشري المذهل الذي لم اشاهد مثيلا له فهي مدينة الليل الي جانب النهار تتساءل دوما متي يعمل سكانها ومتي ينامون ومتي يحصلون علي القيلولة من فرط الكتل المتحركة دوما. بدأت في تلمس طريقي الي عملي الجديد بالاهرام الذي سيشكل مسارا مغايرا عن سنواتي السابقة التي كنت فيها مقاتلا في الميدان اما الان سأمضي بضع ساعات كل يوم في متابعة احوال العرب عبر شبكة مراسلين واسعة ووكالات الانباء لاساهم مع زملاء في اعادة صياغتها وربطها واعدادها في تقارير صحفية. ومع ذلك ما زلت افتقد الدوحة الرائحة والبشر والامكنة وحتي زحامها الطارئ. السطر الأخير: لكنك لم تغادري مساحة القلب ابدا بك امارس ولعي بسيدة العواصم ومن خلالك ارسم تضاريس العشق العائد. عن صحيفة الراية القطرية 8/5/2008