المنامة: انطلقت جلسات الحوار الوطني في البحرين ظهر السبت ، بمشاركة جمعية الوفاق الشيعية المعارضة ، رغم تشكيك الشيعة بإمكانية تقديم الأسرة المالكة تنازلات للإصلاح بعد الحملة الأمنية الصارمة التي شنتها السلطات ضد الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية. وجاء في البيان الافتتاحى لجلسات الحوار الوطني للتأكيد علي المرحلة الهامة التي تمر بها مملكة البحرين لرسم مستقبل واعد للوطن بمشاركة الجميع. وأكد البيان على أن دعوة العاهل البحرين لعقد هذا الحوار هدفت للخروج بقواسم مشتركة تسهم فى دفع مسيرة الإصلاح والتطور فى مختلف المجالات، والتى بدأت قبل عشر سنوات ماضية. وأشار البيان إلي أن الحوار الوطني يعتبر فرصة للجميع للتوافق على نهج مسيرة الإصلاح فى البحرين انطلاق من الثوابت الوطنية، شريطة تقبل الرأي الآخر. وأضاف أن علي أبناء البحرين استيعاب هذه المرحلة الهامة لعدم الرجوع بالوطن إلي الوراء، والوقوف لاستخلاص العبر مما حدث لتقديم نموذج راقي تستشهد به الشعوب على وطنية البحرينيين. وأوضح البيان أن جلسات الحوار الوطني سيتم التعامل معها بكل شفافية وموضوعية، مشيرا إلي رفع نتائجها لرئيس المؤتمر تمهيدا لرفعه لعاهل البحرين الذى سيحيلها للمؤسسات الدستورية لإتخاذ اللازم كلا حسب اختصاصه. وكانت جمعية الوفاق الشيعية المعارضة في البحرين اعلنت مشاركتها رسميا في الحوار الوطني . ونقل راديو "سوا" الامريكي عن المتحدث باسم جمعية الوفاق الوطني خليل المرزوق قوله: "إن الموقف قد ينفجر مرة أخرى إذا لم يقدم هذا الحوار حلولا سياسية تؤدي إلى الاستقرار". وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أكد أن "كل الخيارات" مطروحة على طاولة المفاوضات. وتندلع الاحتجاجات يوميا في القرى الشيعية التي تطوق المنامة بينما تتردد جماعات المعارضة بين المشاركة في المحادثات في وقت يعتقد فيه معظم أنصارها أنها ستفشل. من جهته أعلن زعيم جمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان أن أحدا لا يهتم بأمرهم ولا يسمع لهم لكنهم سيذهبون إلى الحوار وإذا لم يحقق هذا الحوار ما يحتاجه الشعب فسوف تنسحب الجمعية. فيما أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني بانطلاقة الحوار. وقال في تصريح لوكالة أنباء البحرين "إن حوار التوافق الوطني يدل على رؤية ملك البحرين وحرصه على المضي قدما في دفع مسيرة التقدم والإصلاح من أجل تحقيق تطلعات شعب البحرين في حياة آمنة مستقرة ومستقبل أفضل". وقد اعتبر الكاتب والصحافي البحريني منصور الجمري أن لجنة تقصي الحقائق في أحداث البحرين أهم من الحوار بين أطياف مختلفة من الشعب البحريني. وأضاف ان لجنة التحقيق تتألف من شخصيات الدولية هي في رأي الشخصي أهم من الحوار الذي سوف يبدأ حول وعود بالاستماع إلى الجميع للتعرف على ما حدث. لأن المشكلة أن هناك الكثير من القصص المختلقة وكل طرف يقول إن هذا لم يحدث لأننا بحاجة إلى هؤلاء الذين يستطيعون التوفيق". وأشاد الجمري بخطوات حكومية تساعد في تقريب وجهات النظر بين أبناء الشعب الواحد، كما دعا إلى مبادرات للمساعدة في تضميد الجراح. ويذكر أن البحرين تعد منذ أسابيع للحوار الوطني الذي تقول إنه سيناقش إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية، ومن المتوقع أن يستمر الحوار لمدة شهر على الأقل.
