آن الآوان لتوقف الاتجاه المعاكس طه خليفة يحسب للجزيرة شجاعتها في الاعتذار لمشاهديها ولعموم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها عن سقطة حلقة الاتجاه المعاكس الاخيرة. فالذي تبنيه تلك القناة من سنوات في الدفاع عن الاسلام ونبيه ضد الاساءات والاهانات والاحقاد الغربية وغير الغربية كادت هذه الحلقة أن تطيح به في لمح البصر وكادت أن تظهر القناة وكأنها انضمت الي الميديا الساقطة الجاهلة المحرضة علي الكراهية والصدام الحضاري والثقافي. وحسنا ان تنبه سريعا القائمون علي أمر القناة الي حالة الغضب الشديدة التي امتلكت كل من تابع الحلقة ومن لم يتابعها مثلي واعتراه الغضب ايضا فعملت علي احتواء أي آثار سلبية بالاعتذار الواضح الصريح وبمنع بث الحلقة في الاعادة وعدم وضعها علي موقعها علي الانترنت. واذا كان لكل جواد كبوة فتلك هي كبوة الجزيرة التي لن نقسو عليها فيها لاننا ندرك ان الخط العام للقناة ليس معاديا للأديان والمعتقدات، بل هي اثبتت منذ انطلاقتها قبل اكثر من عقد من الزمن احترامها وتقديرها لكل الاديان ولأصحاب المعتقدات جميعا ولم يثبت يوما انها احتقرت ديانة او ملة او عقيدة او مذهباً او طائفة اوعرقاً او قومية فضلا عن احترامها للرأي والرأي الآخر. كما اننا لا نشك في حسن نوايا المسئولين عنها بشأن حلقة الاتجاه المعاكس حيث ربما جاء الحديث الجهول والوقح للمدعوة وفاء سلطان عن الاسلام والنبي والمسلمين ودماء الشهداء بل والذات الالهية مفاجئا وصاعقا لهم . لكن مع ذلك فلايجب ان يفلت هؤلاء المسؤولون من اللوم المشدد لانهم سمحوا من الاصل باستضافة هذه المراة المريضة نفسيا وخلقيا ذلك ان خطابهاوافكارها وآرائها الشاذة الخارجة معروفة وترددها في كل فضائية تستضيفها وفي كل مقال تكتبه وفي كل حوار ينشر معها. وهي ليست مجهولة علي الجزيرة فقد سبق واستضافها الاخ فيصل القاسم صاحب البرنامج مرة او اكثر. وقد تابعتها في إحدي المرات في برنامجه وكانت مستفزة جدا لكن الضيف الاخر وهو الاستاذ الازهري عبدالله الخولي أفحمها وأسكتها بقوة حديثه وتحليله وعلمه وفقهه والأهم انه كشف جهالاتها العميقة بالإسلام والقران والحديث والشريعة فجعلها أضحوكة ومسخرة للمشاهدين وهي تهذي بترهات وكلام سقيم. يومها بحثت في النت عنها وقرأت بعض كتاباتها المريضة وخلصت إلي أنه يجب تركها تنعم بما هي فيه من جهل واحقاد وتشوهات نفسية دون أن يهتم بها احد فمصيرها النسيان. انها من عشاق الشهرة وتريد ان تكون تسليمة نصرين اخري او حرزي علي او سلمان رشدي او حتي مسيلمة الكذاب، فليكن.. فإن مصير هؤلاء وغيرهم لم يكن الا مزابل التاريخ. ألم يكن المسئولون عن القناة يعلمون بحقيقة ضيفتهم ليراجعوا الاخ فيصل في ضرورة استبدالها ام انهم لم يكونوا يعلمون من هي؟. في كلتا الحالتين فإنهم مخطئون الا اذا كان الأخ فيصل علي رأسه ريشة مثلا لا تجعل احدا حتي لو كان مدير الشبكة نفسه وضاح خنفر يراجعه في اسماء ضيوفه باعتبار ان برنامجه ملاكي. وهنا لا نريد القول ان العمل داخل تلك القناة المهمة يسير بعشوائية وان كل صاحب برنامج يفعل ما يحلو له دون رقيب او حسيب وان الجزيرة الواحدة امام المشاهدين هي مجموعة جزر متناثرة من الداخل لايربطها رابط. وبصراحة اللوم الاكبر في هذه السقطة يجب ان يتحمله الاخ فيصل لانه الاعلم بوفاء وهو مستضيفها وهو بذكائه وألمعيته كان عليه ان يدرك مخاطر وجودها علي الهواء في هذا الوقت حيث بذلك سيتيح لها فرصة ذهبية اخري لتبث سمومها وتمارس صفاقاتها واستفزازاتها وعقدها ومشاكلها النفسية . ام ان فيصل يبغي الاثارة ولو علي حساب مشاعر الناس وصورة الجزيرة وتاريخها ومكانتها ودورها المحترم في مواجهة الحملات ضد الاسلام ورسوله؟. مستوي الاتجاه المعاكس يتراجع منذ فترة وقد جاءت حلقة الثلاثاء الماضي لتكون القاصمة ولذلك فان توقف هذا البرنامج الآن أصبح ضروريا، واذا كان صاحبه غير قادر علي الخروج من هذا الجلباب فليبحث له عن جلباب اخر او مهنة أخري. والسلام. عن صحيفة الراية القطرية 8/3/2008