خلافات الناتو في افغانستان د. هايل ودعان الدعجة مع انهيار المعسكر الشرقي وتلاشي آليته العسكرية المجسدة في حلف وارسو، كان المتوقع من حلف شمال الاطلسي الغربي (الناتو) ان يتبع هذه الخطوة بترتيبات وسياسات جديدة ذات مضامين مدنية لتحل محل المضامين العسكرية التي لازمت مسيرته طوال حقبة الحرب الباردة. وبدا ان الامور تسير في هذا الاتجاه، وان الحلف بصدد اضفاء صبغة سياسية (مدنية) على ادائه عندما عملت الدول الاعضاء على تقليص ميزانيات دفاعها وقدراتها العسكرية، ما ادى الى خفض اعداد الجنود المدربين والاسلحة والمعدات الحربية، والى ما هو اهم من ذلك وهو الارادة السياسية، كما يقول اندرو بيسيفتش استاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة بوسطن، الذي اضاف ان شهية الرأي العام الاوروبي لارسال قوات اوروبية للعمل خارج القارة العجوز، ومطاردة المتمردين في اجزاء اخرى من العالم، قد قلت الى حد كبير. كذلك فقد حذر روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي من ان الاخفاق في افغانستان سيشكل تهديدا مباشرا لامن الاوروبيين في محاولة منه لتعبئة حلفاء واشنطن في اوروبا، وتحديدا المانيا وفرنسا واسبانيا لارسال تعزيزات الى جنوبافغانستان، حاثا هذه البلدان على ضرورة ازالة القيود التي تمنع ارسال مثل هذه التعزيزات الى هذه المنطقة الملتهبة، وذلك في ظل المساعي الاميركية الرامية الى تقاسم الجهود الحربية في افغانستان، خاصة ان القمة التي عقدها حلف الناتو في ريغا عاصمة لاتفيا اواخر 2006، اخفقت في الاتفاق على ارسال 2500 جندي لتعزيز قوات الحلف هناك.. كذلك فقد ابدى غيتس خشيته من ان يتحول الحلف الى حلف يسير بسرعتين الاولى يبدي فيها بعض الحلفاء استعدادهم للقتال والموت من اجل ضمان امن الناس، بينما الاخرى لا تبدي شيئا من هذا الامر، وفي الوقت نفسه فقد حذر الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر من هجمات ارهابية تستهدف دولا غربية اذا فشلت مهمة الحلف في افغانستان، معتبرا ان مهمة الناتو في هذا البلد هي من اكثر المهمات الصعبة التي واجهها التحالف حتى الآن.. ما برر ربما ما قالته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية.. بان الانتصار على حركة طالبان غير مضمون في افغانستان. ان التحول في نظرة وطريقة تفكير الاوروبيين حيال الحلف الغربي ادى الى وجود خلافات وانقسامات بين الاعضاء حول قضايا مختلفة، أججها ظهور بوادر شك حول النوايا الحقيقية للاستراتيجية الاميركية من التدخل في افغانستان، لجعلها قاعدة انطلاق الى اسيا الوسطى وافريقيا والشرق الاوسط وجنوب اسيا. اضافة الى معارضة الكثير من الاعضاء تحويل القوات الدولية للمساعدة في ارساء الآمن في افغانستان ( ايساف ) من قوة تنحصر مهمتها في حفظ السلام الى قوة تسعى لخوض حرب شاملة وتحقيق اهداف عسكرية. وبهذا الصدد فقد ذكر جيمس فيليبس الخبير في مؤسسة هيريتيج فاونديشن.. ان اوروبيين كثيرين ينظرون الى اسهامهم في افغانستان باعتباره قوة مسلحة لحفظ السلام اكثر من ائتلاف يخوض حربا حقيقية. اضف الى ذلك ان الولاياتالمتحدة التي تسببت في اثارة الكثير من الازمات الدولية، انما فعلت ذلك بهدف تحقيق اطماعها ومصالها القومية وفي مقدمة ذلك فرض سيطرتها على مصادر النفط والطاقة المنتشرة في العالم.. فغزت العراق للسيطرة على نفط الخليج. عن صحيفة الرأي الاردنية 23/2/2008