الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأخوة المسلمون هاهي أيام شهر رمضان قد انقضت ،ولياليه قد ولت وسرعان ما رحل عنا شهر الخير شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران 0شهر به ليلة خير من ألف شهر ألا وهى ليلة القدر 0
نعم رحل شهر رمضان الضيف الكريم الذي ننتظره كثيرا كي يحل بنا ولكنه سرعان ما ينقضي عنا ونحن في أشد الحاجة لهذا الشهر كي نتأدب بآدابه من الصيام والقيام والتهجد والصلاة وقراءة القران والتصدق وإخراج زكاة الفطر وصلة الأرحام وتهذيب النفوس على طاعة الله وإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 إننا ننعى هذا الشهر الفضيل طيلة إحدى عشرة شهرا قادمة ، وننتظره بمفروغ الصبر 0
فكان السلف الصالح يرفعون أيديهم إلى الله قبل رمضان بستة أشهر ويسألونه أن يبلغهم رمضان، فإذا جاء رمضان اجتهدوا بالعبادة وقاموا الليل، حتى إذا انقضى رمضان أخذوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم هذا وهم بين الخوف والرجاء
- وأما عن وداع رمضان0 فقيل فيه الكثير فقال ابن رجب في وداع رمضان، واسمعوا لقلوب السلف رضوان الله تعالى عليهم كيف كانت تتخرق لفراق هذا الشهر: يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة الوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يطلق، عسى من استوجب النار يعتق، عسى وعسى من قبل يوم التفرق إلى كل ما نرجو من الخير نرتقي فيجبر مكسور ويقبل تائب ويعتق خطاء ويسعد من شقي انتهى كلامه رحمه الله 0
يقول أحد السلف : رمضان سوق قام ثمّ انفض ربح فيه من ربح وخسر من خسر وصدق من قال في وداع رمضان00( رمضان تبكي العيون في لحظة الفراق غابت الكلمات فلم نجد ما نعبر به عن بالغ الأشواق تمضي الليالي والشهور فما لمثله من مذاق وكم تهفو له النفوس.. وتبحث عنه في الآفاق يا ليت ربي يبلغنا رمضان أعواماً.. فكم له القلب يشتاق العمل ) ولكن هناك أسئلة تدور في أذهان الكثير منا هل استفدنا من شهر رمضان ؟و ماذا بعد رمضان ؟ ولماذا لانجعل من السنة كلها رمضان؟ وهل يصعب علينا ذالك بعد أن وجدنا كل هذا الخير في هذا الشهر الكريم ؟ وكم منا عزم على التمسك بآداب هذا الشهر ؟ نعم كل هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبه منا جميعا 0
ولكن نقول : لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة , فلنحيا على الصيام , والقيام , والصدقة , ولو بالقليل . فلنجاهد أنفسنا ولا نجعل الدنيا لاهية لنا .. فكم ممن هم تحت التراب يتمنون العودة ليحسنوا فيما أضاعوه.. وهكذا .... فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان ..... فاجتهدوا الأحبة في الله في الطاعات ....
وإياكم والكسل والفتور0 فالله ... الله في الاستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدروا متى يلقاكم ملك الموت فاحذروا أن يأتيكم وأنتم على معصية0 اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين 0 أختم حديثي بأن أسأل الله لنا ولكم الثبات على الدين والعزيمة والإخلاص واليقين وان يجعلنا من خيره عباده الصالحين المتقين المصلحين في الأرض.
