أوباما ورهان التغيير جعفر محمد أحمد الفوز الكبير الذي حققه السناتور عن ايلينوي باراك اوباما في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في كارولينا الجنوبية بعد خسارتيه في نيوهامبشير ونيفادا، عزز بلا شك فرصته في السباق للانتخابات الرئاسية الامريكية، امام المرشحة الأوفر حظا لدى الديمقراطيين هيلاري كلينتون، وجعل التنافس بين الاثنين يأخذ طابعا ساخنا ولا يخلو من المفاجآت. حصول اوباما على 55% من الاصوات مقابل 27% للسيدة الاولى السابقة، حوّل الانظار الآن الى ملايين الامريكيين الذين سيحددون خيارهم في 5 شباط/فبراير او ما يسمى “الثلاثاء الكبير" الذي تصوت فيه حوالى 22 ولاية بينها كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيويورك، وهو خيار يحدد مستقبل الحزب الديمقراطي، بل ومستقبل امريكا كله. لقد نجح اوباما مرشح “التغيير" و"الأمل" في تحويل نقاط الضعف التي استغلها خصومه، الى مكاسب له، واستفاد من روح الشباب والجاذبية والبراعة الخطابية التي ظهر بها، ووظف كذلك قدرته على إثارة الاعجاب والحماس في كسب المزيد من المؤيدين، ما جعل الكثير من الامريكيين يشبهونه بالرئيس السابق جون كينيدي. اوباما بقدرته الخطابية وشخصيته الكاريزماتية، لفت أنظار الملايين حول العالم كأول أمريكي من أصول إفريقية ينافس بقوة في السباق نحو البيت الابيض، رافعا شعار التغيير في سياسات وتوجهات امريكا التي جعلت شعبها يعيش حالة قلق وخوف بعد السنوات السبع العجاف في ظل ادارة الرئيس جورج بوش، وما صاحبها من كوارث وحروب في افغانستان والعراق اصابت الجميع بحالة تذمر. لقد خدمت سياسة المحافظين الجدد الحمقاء، أوباما أكثر مما خدمت الجمهوريين، حيث جعل خطابه السياسي يتماشى مع ما يريد الشعب سماعه، حول البحث عن منقذ لورطة السياسة الامريكية ووجها القبيح الذي رسمه لها بوش بين الشعوب والأمم. وفي انتظار “الثلاثاء الكبير" وما بعده وبغض النظر عمن سيختاره الناخب الأمريكي ليكون رئيسه المرتقب، فإن أمريكا في أمس الحاجة إلى التغيير، والى رئيس جديد يبتعد بفكره عن الاعتماد على القوة المسلحة في التعامل مع الأزمات الدولية، وفرض الهيمنة على شعوب العالم، يحتاج إلى رئيس يستطيع أن يحسن صورة الولاياتالمتحدة كقوة عظمى تعمل من اجل السلام والاستقرار، بعيدا عن الانحياز وضغوط اللوبي اليهودي، ووفقا للشرعية الدولية. عن صحيفة الخليج الاماراتية 29/1/2008