إن الله تبارك وتعالى يقول فى كتابه العزيز "وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا" ويقول فى حديثه القدسي "إن بيوتي في الأرض المساجد وأن زواري فيها عمارها فطوبى لمن تطهر فى بيته ثم زارني فى بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره"
يا سيادة الوزير النبى صلى الله عليه وسلم يقول "العلماء ورثه الأنبياء إذا فقهوا" ولقد كنت عرضت فى قناة الناس بعض من تقارير كبار رجال القوات المسلحة مما اشتركوا فى حرب العاشر من رمضان بدءً من المشير/ المرحوم أحمد بدوى والمشير/ محمد عبد الغنى والفريق/ سعد الدين الشاذلي والفريق/ عبد المنعم واصل والفريق/ يوسف عفيفى وغيرهم من قادة القوات المسلحة وهو مسطر بأيديهم عن أثر تلك التعبئة الروحية من خلال صفوة علماء الأمة واشتراكهم فى التوعية الروحية لدى جميع أبنائهم من القوات المسلحة فى البر والبحر تحت وابل من نيران العدو أثناء أدائهم هذه الأعمال الخالصة هى ذاك لله وللوطن.
وقد أشاد رئيس الجمهورية حينذاك بالدور البارز لمسجد الشهداء فى شهادة البراءة لما منحنى به من أوسمة وأنواط . وكنت حينذاك مكلف من الحاكم العسكري لمحافظة السويس برعاية جميع المساجد بالمحافظة وإدارتها أثناء المعارك الحربية ولم يكن دورنا قاصراً على مسجد الشهداء حينذاك .
إن العلماء الذين لم يتخلفوا عن نداء الله والوطن فى السلم والحرب هم أولى بتحمل أمانة وسلامة أمن البلاد فهى قضية الأمة بأسرها ويجب بما وهبهم الله تبارك وتعالى من حمل الرسالة الربانية .." ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن".
إن الدولة التي ترعى معاهد العلم لتخريج التخصصات فى جميع المجالات فهذا ظابط فى القوات المسلحة أو الشرطة لسلامة أمن الوطن والمواطنين . كما تؤهل الأطباء للطب والمهندس للهندسة والمدرس للتدريس وأبناء الأزهر للدعوة إلى الله كل فى تخصصاته . وكلهم أمام القانون سواء . وحسبهم عند الله تبارك وتعالى لمن أحسن ولمن أساء من أحسن لنفسه ومن أساء فعليها.
إن الذين حرمتموهم من لقاءتهم مع أبنائهم وهم بالعشرات أو بالمئات فى بيوت الله يستمع إليهم بالقنوات الفضائية الملايين على مستوى العالم وهم المحرمون من الرد عليهم فيما هم عليهم من أخطاء وقد تكون هذه الأسرار فى أخطاء يرتكبونها أو يفكرون فيها وليست فى مصلحة وأمن البلاد ولا يستطيعون الإدلاء بها فى الفضائيات فالعلماء هم أمناء على سلامة وأمن البلاد.
يا سيادة الوزير إن بيوت الله تبارك وتعالى فى أرضه كلها سواء وجمهورية مصر العربية هى أرض لجميع أبنائها لا فرق بين محافظة وأخرى وكأن هذه المحافظات مقسمة استراتيجياً وهذا العالم يتحدث فى محافظة دون الأخرى فهل فى الدولة تصاريح مرور لتنقل المواطنين فى بلادهم من محافظة إلى أخرى وهذا العالم فى المحافظة الواحدة مقيد فى خطابه ومواعظه فى المحافظة الواحدة هذا مسجد محرم عليه وذاك مباح له حتى وصل الأمر إلى مسجد الشهداء الذى اعترف بدوره جميع رؤساء جمهورية مصر العربية وجميع قيادتهم العسكرية والمدنية وكذلك وزراء الداخلية ورجال أمن الدولة فى تقاريرهم السرية والعلانية عن دور مسجد الشهداء القيادي فى الحرب والسلم فهل يحرم مسجد الشهداء من العالم الذى يسمح له بداخل المدينة فى مسجد دون الأخر يا سيادة الوزير أمر مستغرب للغاية . وتصرفات أظن أنها لا ترضيك ولن تسمح بها .
يا سيادة الوزير إن سلامة وأمن مصر فى عنق كل مصرى والله تبارك وتعالى يقول .. " من أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها " .. أمام القانون، والأمر مفوض لله ثم لكم بحكمتكم . وفقكم الله