العدوان على سورية.. انتهاك لسيادة الأمة العربية ! د.فيصل الرفوع العدوان الامريكي على قرية السكرية من اعمال محافظة البوكمال العربية السورية يوم الاحد 27/10/2008، والذي جاء بطريقة استفزازية وأسلوب يعبر عن عقلية الغطرسة الامريكية التي استمرأت انتهاك السيادة العربية، وتعودت على الاستخفاف بكافة المعايير والأعراف الدولية وضربها بعرض الحائط،، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالأمة العربية وقضاياها المصيرية. مثل استمراراً للنهج الأميركي في الاعتداء على الشعوب والتفسير الأمريكي لهذا العدوان يعبر بكل وضوح عن سياسة استعلائية تجاه الأمة العربية وخاصة قوى الممانعة فيها وعلى رأسها سورية. فإدارة المحافظين الجدد في البيت الابيض، وبعد احتلاله للعراق وتدمير حضارته وقيمه التاريخية التي تكونت عبر العصور، وضربها للبنى القيمية القومية التي بنيت عليها الدولة العراقية الحديثة، وتغذيتها للنعرات الطائفية والمذهبية بين صفوف الشعب العراقي. وتشجيعها لسياسة الاقصاء والعنف بين شرائح الشعب العراقي، وبعد فشلها في كل ما قامت به تجاه العراق وشعبه، نقلت عدوانها للأرض العربية السورية، على امل ان تغطي على فشلها التاريخي في سياساتها العدوانية تجاه العراق والامة العربية. وبكل اسف فإن هذه الإدارة مازالت تنظر إلى صبر العرب وتوجهاتهم السلمية، كنوع من قلة الحيلة وسلاح الضعفاء. فبأي منطق يمكن أن تدافع الولاياتالمتحدة عن سياستها العدوانية هذه تجاه العرب، ونحن ما زلنا نحلم بدور متوازن لها من أجل حل الصراع العربي- الصهيوني وعودة الجولان السوري المحتل منذ 1967، وما هي مبررات هذا العدوان الذي يعتبر وبكل المقاييس ليس موجها ضد سورية وحدها بقدر ما يعد انتهاكا للأمن القومي العربي بشموليته؟؟. صحيح بأن الأمة العربية تعيش اليوم حالة من عدم الاستقرار والعنف والعنف المضاد، ودماء تسيل وحقوق يمعن في اغتصابها، وأجيال عربية تواقة للإصلاح والديمقراطية والحياة الأفضل في جانب، وفي جانب آخر، شباب عربي يئس من الظلم والاضطهاد وكل أشكال الهيمنة الأجنبية، مسلح بثقافة الثار، وبلا أمل في مستقبل واعد. وفي كل يوم يأتينا ما يعزز الأمل حينا، ويقود للغضب وتفاعلاته في أحيان كثيرة. ففي فلسطين نرى أشلاء الأطفال الفلسطينيين وذويهم العزل، وهم يقتلون بالرصاص الإسرائيلي وبدعم امريكي جلي وواضح، وهو نفس الرصاص الذي استمرأ استباحة الدم العربي وهدره في العراق ولبنان والسودان والصومال ودونما خوف أو وجل أو رحمة. إلا أن العزاء الوحيد هو أن امتنا أمة حية، والتاريخ علمنا بأنها تنهض دوما من تحت الرماد، وستقول ذات يوم بان ثمن الدم العربي سيكون باهظا اكثر بكثير مما يفكرون بعقليتهم التوراتية - القيتوية . وفي شرقنا، أضاعت الأمة العراق، بتأريخه وحضارته ودوره القومي والإقليمي والدولي، وفي السودان، ما زلنا ننظر إلى الجلاد وهو ينفذ خططه، الآنية والمستقبلية والتي تحاك في ليل شديد السواد، ليجعل التكوين الوطني السوداني عرضة لكل الاحتمالات التي تمس وحدته وإرادته وتجانسه العرقي والأخلاقي والجغرافي، ويجعل التراب السوداني في مرمى خطر التمزق، ودونما أن يحرك ذلك فينا ساكنا متناسين أن أمن سورية الوطني هو أمن السودان ووحدة ترابه وهو في نفس الوقت أمن الأردن وسيادته، ومن منا لا يؤمن بان أمن الأمة العربية يرتبط ارتباطا مصيريا بأمن مصر. علينا أن ندرك بان الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، مهما اختلفت سياساتنا، ووصلت أحقادنا على بعضنا البعض إلى ابعد مدى لها، وتباينت مواقفنا تجاه هذه القضية أو تلك، فلنعلم جميعا بان استقرار سوريا وأمنها ودرء العدوان عنها وعن شعبها هو استقرار للأردن والكويت والسعودية ومصر...واستقرار وأمن الأمة العربية. عن صحيفة الرأي الاردنية 3/11/2008