موسى: المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المحك زيباري: عدم تدخل الجامعة العربية في أزمة تشكيل الحكومة العراقية موقف حكيم وموضوعي
أكد مجلس وزراء الخارجية العرب، في اختتام أعمال دورته العادية ال 134 مساء "الخميس" بمقر الأمانة العام لجامعة الدول العربية، أن الاستيطان يشكل عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل، مشددًا على أهمية أن ترتكز المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل على مرجعية عملية السلام .
السلام والإستيطان وشدد المجلس على أن النقاش حول الحدود يجب أن يستند على إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، والشروع في قضايا التسوية النهائية للصراع العربي - الإسرائيلي، وعلى رأسها قضايا الاستيطان والقدس واللاجئين والحدود والمياه، والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة . وشدد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن وقف الاستيطان الإسرائيلي شرط أساسي لنجاح عملية المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتعامل مع القضايا الأخرى . وقال موسى في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري رئيس الدورة 134 لمجلس الجامعة إن وضعية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المحك بسبب موضوع الاستيطان. ولفت إلى أن موضوع الاستيطان "مهم وحاسم وعاجل وديناميكي" لأن استمراره يغير من واقع الأرض على مدار الساعة. وحول وجود خيارات أخرى في حال انتهاء المهلة المؤقتة لتجميد الاستيطان من جانب إسرائيل يوم 26 سبتمبر الجاري قال موسى :إن هناك خيارات أخرى ولكن لا تجري مناقشتها في العلن. ودعا مجلس وزراء الخارجية العرب، الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التمسك بموقفه الذي دعا فيه للوقف الكامل للاستيطان في كافة الأراضي المحتلة، باعتبار أن الاستيطان يشكل عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل. وشدد الوزراء، في قراراتهم، على أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما ذلك الجولان العربي السوري المحتل حتى حدود الرابع من يونيو، ورفض كافة أشكال التوطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية . وأكد المجلس، في الوقت نفسه، أهمية الدور الذي تقوم به لجنة مبادرة السلام العربية، وأهمية استمرار جهودها، وفقا للإطار السياسي الذي يقوم على أن مبادرة السلام العربية المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة طويلا.
يهودية إسرائيل وجدد وزراء الخارجية العرب رفضهم للمواقف الإسرائيلية الخاصة بمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وكافة الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، واستباق نتائج مفاوضات الوضع النهائي، ومحاولات الالتفاف على أسس عملية السلام ومرجعياتها، وتقويض الحل المتمثل في إقامة الدولتين والقضاء على فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة .
القدس وأكد المجلس الوزراي العربي على عروبة القدس، ورفض كافة الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف تهويد المدينة وضمها وتهجير سكانها، وإدانة مصادرة الأراضي وبناء وحدات استيطانية في القدسالشرقية، وإدانة أعمال الحفريات الإسرائيلية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى التي تهدد بانهياره. كما دعا المجلس إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري، وبما يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
دارفور وثمن مجلس وزراء الخارجية العرب، الجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة قطر لرعاية مفاوضات السلام بشأن إقليم دارفور السوداني، وأشاد الوزراء في بيانهم الختامي بجهود الحكومة السودانية لمعالجة الأزمة في دارفور، مرحبين بالاستراتيجية الجديدة لإحلال السلام في الإقليم، ودعوة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة للمشاركة في تنفيذها.
وحدة السودان وأكد وزراء الخارجية العرب رفضهم قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، داعين إلى التضامن مع السودان ودعمه في مواجهة هذا القرار الذي يهدف إلى النيل من قيادته الشرعية المنتخبة، ووحدة السودان وأمنه واستقراره وسيادته، ويؤثر سلبا على الجهود الحثيثة لإحلال السلام. واعتبر الوزراء قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية سابقة خطيرة تستهدف رئيس دولة مازال يمارس مهام منصبه، وبعد إعادة انتخابه ديمقراطيا، مشيرين إلى أن هذا القرار يعد خرقا لاتفاقية "فيينا" للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961، ولقواعد القانون الدولي العرفي، مؤكدين رفضهم كل ما يترتب عليه من آثار. ورحب المجلس الوزراي العربي بنتائج المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان الذي عقد بمدينة جوبا في فبراير الماضي (جوبا 1) ، داعين الدول وصناديق التمويل في هذا المؤتمر إلى المساهمة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية والحد من الفقر والإنعاش الاقتصادي في جنوب السودان.
إستقرار العراق وبشأن الأوضاع في العراق، أكد مجلس وزراء الخارجية العرب، في البيان الختامي لأعمال دورته ال 134، أن التصور للحل السياسي والأمني لما يواجهه العراق من تحديات يستند إلى احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية والإسلامية، ورفض أي دعاوى لتقسيمه، مع التأكيد على عدم التدخل في شئونه الداخلية . وشدد المجلس على أن تعزيز الاستقرار في العراق وتجاوز الصعوبات الراهنة يتطلب تعزيز العملية السياسية الديمقراطية وتحقيق المصالحة الوطنية لمعالجة التحديات الأمنية والسياسية، وفي مقدمتها اجتثات جذور الفتنة الطائفية والإرهاب والتأكيد على إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله السياسي. وناشد المجلس، القادة العراقيين تحمل مسؤولياتهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية تجسد الإرادة الحرة التي عبر عنها الشعب العراقي في أثناء الانتخابات النيابية الأخيرة، وتحقيق طموحاته في إرساء دعائم الاستقرار والنهوض والتنمية وصيانة أمن العراق وأراضيه ووحدته وأدان وزراء الخارجية العرب بشدة العمليات الإرهابية التي استهدفت الشعب العراقي ومؤسساته بصفتها تهدد السلام والأمن، مرحبين بالخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة العراقية في تنفيذ الخطة الأمنية لفرض القانون وبالنتائج التي حققتها الخطة على طريق خفض العنف. وفي المؤتمر الصحفي وردًا على سؤال لوزير الخارجية العراقي حول مدى وجود توافق على عقد القمة العربية العادية في بغداد في نهاية مارس المقبل أشار زيباري إلى أن هناك توافقًا على ذلك، لافتا إلى أن الحكومة العراقية تقوم الآن باستعدادتها لاستضافة القمة على كافة المستويات وهو قرار صادر بالإجماع. وفي نفس السياق شدد الأمين العام للجامعة على أن القمة العربية ستعقد برئاسة العراق ويجب الآن التركيز على التحضير لقمة سرت الاستثنائية، حيث إن قمة العراق لايزال أمامها مزيد من الوقت. وردًا على سؤال لوزير الخارجية العراقي حول مطالبة العراق للعرب بحزمة مطالب سياسية وهل هناك دعم عسكري عربي للعراق قال زيباري ليس هناك برامج لدعم الجيش العراقي أو الشرطة العراقية عدا حالات معينة من بينها مساعدة مصر في تدريب الشرطة العراقية لكن العراق في حاجة لمساعدة أشقائه ومساعدة الجامعة العربية وأمانتها العامة ويتطلع لذلك. ووصف زيباري عدم تدخل الجامعة العربية في أزمة تشكيل الحكومة العراقية بأنه " موقف حكيم وموضوعي " وقال إن الجامعة لم تتدخل وتصدر أحكاما وكان هذا موقفا صحيحًا. وأوضح أن الحكومة لم تتشكل بعد، ولكن الحوارات السياسية الجادة مستمرة لتشكيل الحكومة، وفي الفترة الأخيرة، أخذت الجهود منحى آخر، ونأمل أن تتشكل في أقرب فرصة ممكنة في ضوء نتائج الانتخابات التي جرت في مارس الماضي
الكويت كما أدان الوزراء مجددا الانتهاكات الخطيرة والإنسانية التي وقعت أثناء احتلال دولة الكويت وطمس الحقائق المتعلقة بالأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الأخرى، مشيدين بتعاون الحكومتين العراقية والكويتية بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل كشف مصير جميع المفقودين والأسرى الكويتتين وبقية الرعايا، واستعداد الحكومة العراقية لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لذلك بمساعدة تقنية من الأممالمتحدة لوزراة حقوق الإنسان العراقية لإنهاء هذا الوضع
أمن لبنان وبالنسبة للبنان، أكد المجلس الوزاري العربي تضامنه الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته، بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه. كما وجه المجلس التحية لصمود لبنان ومقاومته الباسلة في وجه العدوان الإسرائيلى، وعلى وجه الخصوص عدوان يوليو 2006. كما أدان المجلس الخروقات والانتهاكات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والتي وصل عددها منذ صدور القرار رقم /1701/ حتى اليوم إلى أكثر من 7000 خرق، كونها تشكل انتهاكا واضحا للقرار 1701 ولجميع قرارت الأممالمتحدة ذات الصلة، مطالبا بانسحاب إسرائيل من الأراضى اللبنانية كافة، بما فيها مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وكذلك انسحاب اسرائيل من الجزء اللبنانى فى بلدة الغجر إلى ما وراء الخط الأزرق. ورحب المجلس بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتثمين الدور المهم الذى يقوم به الرئيس ميشال سليمان، معربًا عن استعداده لتقديم دعمه للحكومة اللبنانية.
الجزر الإماراتية وأكد وزراء الخارجية العرب، في البيان الختامي لاجتماع دورتهم العادية ال 134، ضرورة التزام جميع الدول العربية في اتصالاتها مع إيران بإثارة قضية احتلالها للجزر الثلاث الإمارتية، طنب الكبرى وطنب الصغرىوأبوموسى، للتأكيد على ضرورة إنهائه انطلاقا من أن الجزر الثلاث هي أراضي عربية محتلة. واستنكر البيان استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين . وأدان القرار قيام الحكومة الإيرانية ببناء منشآت سكنية لتوطين الإيرانيين في الجزر العربية الثلاث المحتلة، وكذلك المناورات العسكرية الإيرانية التي تشمل جزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث المحتلة، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري، ويطلب من إيران الكف عن مثل هذه الانتهاكات والأعمال الاستفزازية التي تعد تدخلا في الشئون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة ولا تساعد على بناء الثقة. وأعرب الوزراء العرب عن أملهم في أن تعيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية النظر في موقفها الرافض لإيجاد حل سلمي لقضية جزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث المحتلة، إما من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وقرر وزراء الخارجية العرب إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بأهمية إبقاء القضية ضمن المسائل المعروضة على مجلس الأمن، إلى أن تنهي إيران احتلالها للجزر العربية الثلاث، وتسترد دولة الإمارات العربية المتحدة سيادتها الكاملة عليها.
التضامن مع البحرين كما أكد مجلس جامعة الدول العربية إدانته الكاملة للمؤامرة التخريبية التي هدفت إلى زعزعة النظام والاستقرار في مملكة البحرين ووقوف وتضامن الدول الأعضاء إلى جانب المملكة ودعمها المطلق لكافة الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الأعمال الإرهابية وكافة أنواع التحريض والتخريب التي استهدفت الأبرياء وروعت الآمنين من مواطنين ومقيمين. وقال بيان صحفي صدر عن الوزاري العربي بشأن " كشف وتفكيك شبكة تنظيمية ضمن مخطط إرهابي يستهدف أمن واستقرار مملكة البحرين" إن المجلس استمع إلى العرض الذي قدمه الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية البحرين عن المخطط الإرهابي الذي تعرضت له مملكة البحرين مؤخرا ويدين هذه الأعمال التي "تتنافى مع الأديان والشرائع السماوية وتضر بأمن واستقرار الدول العربية وذلك استنادا إلى مبدأ الأمن الاجتماعي ووحدة المصير القومي.
التطوير والقمة الاستثنائية وخلال المؤتمر الصحفي وردًا على سؤال حول اقتراح تغيير اسم الجامعة العربية لتصبح " اتحاد الدول العربية " قال موسى إن هناك مقترحات كثيرة وموضوع اتحاد الدول العربية جزء منها وسوف يتم بلورة كل هذه المقترحات في ورقة يتم رفعها إلى قمة سرت الإستثنائية. وبشأن عقد قمم عربية متتالية دون تنفيذ لقراراتها قال موسى إن قرارات القمة العربية يتم تنفيذها جميعا وإن كان هناك بعض البطء في التنفيذ ولكن القرارات تنفذ وخير مثال على ذلك قيام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. ووصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الأجواء التي عقدت فيها أعمال الوزاري العربي بأنها كانت إيجابية للغاية وجرت خلالها مناقشات مستفيضة ومعمقة لكافة القضايا العربية. وأكد أن هناك اتفاقا على تهيئة المناخ المناسب لعقد القمة العربية الاستثنائية في سرت في أكتوبر المقبل وعقد اجتماع وزاري عربي قبلها يوم 8 أكتوبر للتحضير الجيد لها .