أو كامبو.. حاوِل مرة أخرى! ممدوح طه بينما كان قضاة المحكمة الجنائية الدولية التي لا ولاية قضائية لها على السودان يختتمون بحثهم في مدى جدية الأدلة في الادعاء السياسي لا الجنائي المقدم من مدعي هذه المحكمة »لويس أوكامبو« ضد الرئيس السوداني بحجة « العدالة والسلام في دارفور »، وقبل أن يصدروا قرارهم الذي رد مذكرة الادعاء إلى أوكامبو قائلين له فيما يشبه الصفعة، ما معناه دعِّم ادعائك بأدلة جدية وبمعلومات كافية.. ثم حاول مرة أخرى!!
كان الرئيس عمر البشير وسط أهل السودان وبحضور عربي وأفريقي ودولي يفتتح الملتقى الوطني الجامع لأهل السودان بكل أطيافهم السياسية والعرقية والدينية للتوصل إلى صياغة وطنية مشتركة ل «مبادرة أهل السودان» التي لم تكتب سلفا ولم تفرض مقدما ولا تمثل رؤية طرف واحد في السودان، وإنما هي إطار جامع يتحدد بستة ثوابت رئيسية في أهداف الوطن السوداني، والمطلوب من المشاركين في الملتقى من خلاله التوصل إلى الحل السياسي لمشكلة دارفور السياسية والإنسانية عبر الحوار والتوافق الوطني.
محددات الإطار لهذا الملتقى الجامع و الذي تلتقي عليه غالبية الرؤى الوطنية، لا يمكن أن يختلف معه في خطوطه العريضة إلا من يصر على الاختلاف مع أهل السودان، و أهمها وحدة السودان والحكم الفدرالي، والسلام الأهلي، وإعلاء الحوار بديلاً عن السلاح، والتأكيد على اتفاقيات أبوجا ونيروبي، ومراعاة المصالح الأساسية للسودان والسودانيين، والتركيز على القضايا الجوهرية.
ومع أن البشير دعا كل الحركات المتمردة إلى المشاركة وأن لاشيء فوق مستوى الحوار، حضر أهل دارفور، بينما لم ترفض الحوار الوطني سوى الحركتين المدعومتين من أميركا وبريطانيا وفرنسا، والتي يقيم زعيماهما في لندن وباريس وليس في دارفور، مثلما رفضتا من قبل التوقيع على اتفاقية أبوجا بواسطة أفريقية ورعاية دولية، أو المشاركة في حوار طرابلس بوساطة ليبية وأفريقية من أجل سلام دارفور ووحدة السودان!
وفي الجلسة الافتتاحية تحدث الجميع ممن يمثلون الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ودول الجوار والأحزاب السياسية الرئيسية وحركة تحرير السودان، عدا حزب المؤتمر جناح الدكتور الترابي، ورؤساء السودان السابقين والمرأة الدارفورية والعمد والسلاطين وحكومة الوحدة الوطنية ومؤسسة الرئاسة، والمبادرة العربية بالرئاسة القطرية.. بحضور السفراء والممثلين لبلادهم وفيهم البرتو فيرنانديز القائم بالأعمال الأمريكي بينما إدارته الحاكمة المشرفة على الرحيل هي التي تشكل العداء السافر للسودان بدءاً من حكومة المشير النميري إلى المشير سوار الذهب إلى المشير البشير!
وبينما قال البشير إن الدولة هيأت المناخ لإنجاح المبادرة أكد وجود أجندة دولية وراء التوترات في الولاية مشيرا الى أنه لولا النزاع المسلح بولايات دارفور لكانت حركة التنمية مستمرة في الولايات كافة ..
أوضح الصادق المهدي زعيم حزب الأمة أن لاحجة لمن يقاطع مؤتمرا تتوفر فيه كل الفرص للتوصل إلى الحل.. فيما اعتبر الفريق سلفاكير النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان أن مبادرة أهل السودان تشكل فرصة عظيمة جاءت في وقت تاريخي.
إن مبادرة أهل السودان تهيئ الأجواء السياسية للمبادة العربية الأفريقية المشتركة بشأن دارفور وليست بديلا عنها، ويبقى على العربية والأفريقية أن تقنع أو تضغط على المتمردين المقاطعين للحوار، أو يكون للاتحاد والجامعة موقف آخر ضد من يعرقلون سلام دارفور وسلامة السودان. عن صحيفة البيان الاماراتية 23/10/2008