عقوبات لن تنفع عباس موسى بعد جملة طويلة من التهديدات من حكومة إسرائيل بدأت العقوبات على قطاع غزة موضع التنفيذ: وزير الدفاع ايهود باراك أمر منسق الاعمال في المناطق بتقليص كمية الوقود الوافدة الى قطاع غزة بمعدل 6 حتى 11 في المائة. وستمس العقوبات اساسا بالمستهلكين الخاصين والتجاريين في القطاع اما حكومة حماس فستكون أغلب الظن آخر من يتضرر، وهي ستتمكن من مواصلة تأمين حاجياتها من الوقود بلا عراقيل تقريبا. منذ فك الارتباط قبل نحو سنتين، تدور هذه اللعبة بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة. اسرائيل تفرض حصارا واغلاقا على مليون ونصف المليون من سكان القطاع، وحماس ومنظمات اخرى تطلق صواريخ القسام وقذائف الهاون نحو سدروت والبلدات القريبة من غزة، والجيش الاسرائيلي يقوم بهجوم ضد مطلقي الصواريخ ولكن دون نتيجة تذكر. حجم الصواريخ وقذائف الهاون يتصاعد، والخيار الماثل أمام حكومة اسرائيل صعب ووحشي .حملة برية شاملة لتطهير القطاع من كل البنى التحتية للمنظمات الفلسطينية ، ستنطوي على خسائر غير قليلة للطرفين بل وستستوجب مكوثا طويلا في الميدان، حتى بعد استكمال العملية العسكرية، أو تفعيل عقوبات على سكان القطاع على أمل أن يمارس هؤلاء، من جانبهم، الضغط على حماس والمقاومة، ويطالبوهم بوقف اعمالهم. ضمن باقي الاعتبارات التي تطرح في هذا الوضع، هناك التوقيت القريب لمؤتمر أنابوليس. فعملية عسكرية واسعة في القطاع ستُستقبل على نحو غير جيد جدا في العالم بشكل عام، وفي نظر الأطراف المشاركة في المؤتمر. ومن غير المستبعد أن تردع عملية كهذه السلطة الفلسطينية من الانطلاق في المفاوضات بل وربما شركاء عرب آخرين .لذلك كان قرار العقوبات الاقتصادية بدل الهجوم المباشر. لا يوجد أي أمل في أن يحقق هذا الضغط هدفه . فسكان القطاع سيلقون كامل الذنب على اسرائيل التي تغلق التيار ولن يمارسوا الضغط على اسماعيل هنية وعلى قادة المنظمات. وبالعكس، هذا سيعزز لديهم فقط نوازع الثأر لأن قطع الكهرباء يشكل عقابا جماعيا مطلقا، ومقصودا فقط ضد مدنيين أبرياء، ولن يؤثر على مطلقي الصواريخ. ليس أقل من ذلك، الضرر والضغط الذي سيمارس على اسرائيل. هذه الخطوة ستؤدي الى تنديد حاد في كل العالم، والى تحفظ شديد في الولاياتالمتحدة بل ومعارضة شديدة في الرأي العام في اسرائيل وهذا ما بدأنا نلمسه عملياً في هذه الفترة. عن صحيفة الوطن القطرية 3/11/2007