رمضان شهر الهداية،والعبادة، متصلة با الحركة مرتبطة بالوجدان
* محمد بوكجيل
وكل في فلك يسبحون " يس/40،)، لكنه شهرالهداية ،والعبادة،شهر اختاره الله ، فأنزل كتبا كثيرة (104كتب) على الانبياء والرسل من ابينا آدم الى سيد الخلق، الرسول الأعظم(محمد صلى الله عليه وسلم) ، هذة الكتب جميعها،تتفقفي الدعوة الى الايمان بالله تعالى ،وتوحيده,وتسبيحة والثناء عليه ،و الايمان باليوم الاخره ، و اشتملت على ذكر الحلال والحرام ، وعلى ذكر بعض اخبار الامم الماضيه، قبل مجيء هذه الرسالة أوتلك،جاء فى ختام سورة الأعلى ( .. إن هذا لفى الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى ) وهو ما يدل على أن كل ما سبق من آيات السورة ،مذكورا فى صحف موسى و ابراهيم،اتخذها الله حجة على كفار قريش ،فقد كانت في متناولهم بعد ترجمة من الأرامية.لقد انزلت صحف ابراهيم فى اول ليلة من رمضان ،وانزلت التوراه لست ماضين من رمضان، والانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وانزل القران سبع وعشرين خلت من رمضان.. رمضان وعلاماته المميزة.
وشهر رمضان بقدر ماهو معنى متصل بحركة الارض وما يحيط بها في الفضاء الكوني،ومخاطب لوجدان البشر بما تحويه من فكر وعقيدة،هو اسلوب لتجسيد الزمن المجرد واكسابه معنى حيا،من خلال ممارسة الطقوس والشعائر،بحيث تتحول ايام هذا عبر مسار التاريخ الى صور ذي علامات فارقة، سواء على المستوى الجسدي اوعلى المستوى الفكري والعملي. فرض الله الصيام على المسلمين كما فرضه على الأم السابقة.
قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر و علي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و ان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون -البقرة: 183 -).
فرض الله تعالى الصيام على المسلمين فى السنة الثانية للهجرة النبوية ، وبنص الأية نستجلي أن الغاية الأساسية من الصوم هي تقوى الله، والصيام يثمرالتقوى، لما فيه من إلزام الإنسان نفسه بطاعة ربه و اجتناب المباحات التي أصبحت محرمة عليه، بعد الشروع في الصيام،ومن غايات فريضة الصيام، أن يشعر الذين آمنوا بقيمة الهدى الذي يسره الله لهم، وهم يجدون هذا في أنفسهم،قال تعالى:( شهر رمضان الذى انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان -185 ?لبقرة-)،وقد اعز الله ليلة نزول القران وعززها وجعلها خير من الأف شهر(إن أنزلناه فى ليلة القدر وماادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر-1،2،3..)، فضلها على سائر الأيام والشهور،لما فيها من الأنوار القدسية والتجلّيات الربانية والنفحات ، التي يفيض بها البارئ – جلّ وعلا – على عباده الصائمين.
شهر رمضان موعدا مع الجد والعبادة لقد كان شهر رمضان عبر مسار التاريخ الاسلامي، موعدا ووعدا للمسلمين،لم يكن للحوع والعطش والركون الى الكسل، فالمسلمون الأوائل وهم صحبة الرسول (صلعم)، و في السنة الثانية للهجره ، يوم السابع عشر من رمضان كانت غزوة بدر الكبري التي تحقق فيها اول انتصارات المسلمين علي قوى الشرك و الباطل ، بفضل الصبر و التضحيه، ، و في رمضان من السنة الثامنة للهجرة، بعد ان نقضت قريش عهد الحديبيه الذي كان قائماً بينها و بين الرسول(ص) ايد الله بنصر المسلمين ومكنهم من فتح مكة و قد كان لهذا الفتح اثرا في توحيد القبائل العربيه و بداية عهد جديد في تاريخ الاسلام،قال تعالي ( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تاخر - سورة الفتح-1).
وفي رمضان من السنه التاسعة للهجرة كانت غزوة تبوك ، و في السنة جاءت يايعت قبيلة ثقيف وأعلوا دخول اهلها في الإسلام، لم تتوقف الأنتصارات و الفتوحات الإسلاميه في رمضان ، ما يبين ان هذا الشهر كان دوما شهر جد، ففي رمضان من عام 53 ه،مثلا، فتح العرب جزيرة رودس و بدأوا بهذا صفحه جديدة من تاريخهم البحري تواصل و تطور حتي إستطاعوا فتح الأندلس عام 91 ه.
،والمؤكد هو أن فتح الأندلس كان باهراً ،ومؤثرا في تاريخ البشرية، و قد بدا هذا الفتح المهم عندما أرسل موسي بن نصير قوة من فرسان العرب بقيادة طريف لأرتياد الشاطئ الجنوبي للأندلس فعبروا البحر و غزوا الثغور و كانت هذه مقدمة الفتح الذي قام به العرب في العام التالي عندما قاد طارق بن زياد جيشاً من 12000 مقاتل لينزل في جبل طارق و يقابل جيش الملك رودريك في رمضان و يهزمه .. و يبقي السؤال : هل أحرق طارق بن زياد سفنه ام لا ؟ إن المؤرخين يشككون في هذه الواقعه و لكن الأمر المؤكد هو أن فتح الأندلس كان باهراً،و في رمضان عام361 ه تم بناء الجامع الأزهر في القاهرة و ارتفعت فيه أول تكبيرات في عهد الخليفه المعز لدين الله،عكان منارة لإشعاع الفكر الإسلامي في مواهجهة الهجمات الشرسة للتيارات التعريبية.هذه المواعيد وما جاء بعذها في التاريخ العربي الاسلامي تبين بحق أن رمضان شهر الكد والجد والعبادة.
رمضان فرصة للتربية الحقة والتكافل الآجتماعي إن المؤمن الحق عندما يدع ما تشتهيه نفسه من المباحات والطيبات،طيلة يومه، طاعة لربه سبحانه، يكون أكثر بعدا عما هو محرم عليه في الأصل، وأشد حرصا على فعل ما أمره الله به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)،الصوم تزكية الأبدان والنفوس، وتضييق لمسالك الشيطان،وعلي المسلم أن يتغير نحو الأفضل في شهر رمضان المبارك ،في جميع جوانبه حياته، النفسية، والفكرية ،والجسدية ،والاقتصادية والاجتماعية.
عليه أن يحافظ على الصلوات، وتلاوة القران، ويكثر من النوافل،ويزيد في حجم الطاعات خاصة الصدقات والهبات،أن يعرض عن اللهو ويبتعد عن ميادينه،ويهجر بذيء الكلام ،ويتخلى عن الاسراف في الطعام،ويترك الغش وسوء معاملة غيره ليخلو الى حسن الأخلاق إرضاء للخالق فالأخلاق، التي تنمّيها العبادات في النفس البشرية، ليس المقصود منها أن تكون أخلاقاً أنانية ذات المنفعة للشخص نفسه فحسب، ولكن المقصود منها هو أن تكون أخلاقاً اجتماعية منافعها الروحية والمادية والاجتماعية والاقتصادية، الدنيوية والأخروية لا تقتصر على الأفراد أو الجماعات البشرية بل تمتد لتشمل كل الأحياء.
إن المنهج الإسلامي في بناء الأخلاق اقتضى أن يكون الأساس في التربية تعميم النفع والحرص توجيه المعاملات لخدمة مصالح المجتمع ومقاصد افراد وبيئته - فلا عجب أن نرى أخلاق: التعاون، والإخاء ،والمحبة، والتكافل ،والرحمة والعدل ، تزداد كل رمضام و هوما يؤدي إلى إزالة الفوارق الشاسعة بين الأفراد فلا إسراف ولا ترف ولا تبذير ولا حرمان،.
رمضان بريء من الظلم والعدوان هذه جوانب عن شعيرة الصيام ورابع اركان الإسلام الخمس، واجب علينا جميعا ان نقف وقفة طويلة ومتأملة وخالصة لله سبحانه وتعالى لننظر إلى ما آل إليه حالن أمتنا، ونعرف أين مواضع الضعف والقوة، ونعود إلى الطريق الذى ضللناه في زمن صار المسلم فيه مستهدفا ومضطهدا، حقوقه مهضومة فى كل مكان حتى مع اليهود أحقر البشر.خارت قوى امتنا بسبب تصرافات افراد ماتت في نفوسهم الإنسانية، واتبهعوا شهواتهم،فأضروا الأمة بسيء اعمالهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر: مع اقتراب شهر رمضان المبارك يلجأ أغلب التجار لرفع قيمة السلع الغذائية وخاصة الخضراوات والفواكه والأسماك واللحوم،ويرجونزيادات في الأسعار،الى ندرة الإنتاج المحلي، وقلة كميات البضائع المستوردة، والحقيقة أنهم يستغلون شراهة المستهلكين،من بعض الصائمين، هذه الظاهرة واحدة من سلبيات الصائمين في شهر رمضان،وأكبر مشكل للأسرة المسلمة ككل،إذ ينجم على المضاربة واحتكار السلع ورفع اسعارهاعدم التوازن بين الدخل ومستوى المعيشة، وقد يمتد الأضطراب لعدة شهور، فتشأ لدة الأسرة مشاكل جانبية لم تكن متوقعة.
والقيام ببت الرعب وسط المسلمين وتكفيرهم، والإدعاء بالجهاد، وقتل الأبريا زاد في تشتيت صفوف المسلمين وكسر شوكتهم امام اعدائهم. وفي الأخير نقول ان رمضان بريء من الظلم زالعدوان براءة الذئب من دم يوسف (ع س) و نوجه السؤال التالي دون انتظار الإجابة من أحد:هل نعتبر من يسيء للمسلم مسلما ؟