ورقة العداء لأميركا في الانتخابات الروسية د.هاني شادي قال دافيد كرامر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لمسؤولين في الاتحاد الأوروبي في التاسع عشر من سبتمبر الجاري إنه يخشى أن تؤدي الانتخابات البرلمانية والرئاسية الروسية إلى تعقيد أكثر للعلاقات بين روسيا والغرب وأضاف كرامر أن بلاده تأمل في ألا يستغل من سيخوضون الانتخابات الروسية نزعة المشاعر العدائية تجاه أميركا ويوضح آخر استطلاع للرأي العام في روسيا أن نسبة الروس الذين يلحظون فتورا في علاقات بلادهم مع الولاياتالمتحدة ارتفعت إلى 33% ، بينما يأمل 10% فقط من الروس في إقامة علاقات صداقة بين روسياوالولاياتالمتحدة. ويرى الباحث الروسي فيكتور كريمينوك ، نائب رئيس معهد الدراسات الأميركية ، أن واشنطن لا تريد الحرب الباردة مع روسيا لأن واشنطن تريد الاستعانة بموسكو في مسائل هامة مثل المشكلة الإيرانية وقضية الشرق الأوسط ومسألة إمداد أوروبا بموارد الطاقة إلا أن الباحث يتوقع أن تتنامى مشاعر عدائية تجاه الغرب لدى الروس خلال فترة ما قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في روسيا وتشير مصادر أميركية رسمية إلى أن الولاياتالمتحدة لا تريد تدهور العلاقات مع روسيا، وتذكر هذه المصادر أن واشنطن تنوي الدخول في تعاون وثيق مع موسكو من أجل التعاطي مع المشكلة النووية الإيرانية وقضية استقلال إقليم كوسوفو والوضع في الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة المقبلة ومن المفترض أن تصل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبيرت غيتس إلى موسكو أواسط أكتوبر القادم لبحث العلاقات مع روسيا وخاصة مشكلة الدرع الصاروخية الأميركية التي تنوي واشنطن نشرها في أوروبا الشرقية وكانت المباحثات التي جرت بين الجانبين الروسي والأميركي بشأن استخدام محطة رادار غابالا التي تستأجرها روسيا في أذربيجان قد منيت بالفشل حيث صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولاياتالمتحدة ترفض استخدام هذه المحطة كبديل لنشر درعها في تشكيا وبولندا وبعد هذا الفشل صرح رئيس هيئة الأركان الروسية العامة الجنرال يوري بالويفسكي بأن الدرع الأميركية تهدد الأمن القومي الروسي وأشار مسؤولون روس آخرون إلى أن رفض واشنطن الاستخدام المشترك لمحطة غابالا يرجع إلى أن هذه المحطة لا ترصد الأراضي الروسية ، في حين أن نصب رادارات أميركية في تشيكيا سيحقق هذا الهدف الأميركي وفي نفس الوقت أوضح تقرير أميركي مؤخرا أن الاستخبارات الروسية باتت تهدد الأمن الأميركي حيث تنشط هذه الاستخبارات في الولاياتالمتحدة بشكل لا يقل عما كان عليه الوضع إبان العهد السوفيتي بجانب ذلك ترفض روسيا تشديد العقوبات على إيران بدرجة تدفع إيران إلى وقف الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي كما أن موسكو أعلنت صراحة رفضها الخطط الرامية لشن حرب على طهران وهذا بالطبع يزعج الولاياتالمتحدة ويوتر العلاقات بينها وبين روسيا الأمر الذي ينعكس بدوره على الشارع الروسي الذي أصبح أكثر فأكثر يشعر بالنفور من سياسات واشنطن . ولذلك من غير المستبعد أن تستخدم بعض الأحزاب الروسية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية في الثاني من ديسمبر القادم ورقة المشاعر المعادية للولايات المتحدة والتي تترسخ يوما بعد يوم في المجتمع الروسي أثناء الحملة الانتخابية لكسب المزيد من المقاعد في البرلمان . عن صحيفة الوطن العمانية 23/9/2007