الدولة الفلسطينية هي مفتاح الحل كمال مضاعين أكد جلالة الملك عبداللة الثاني خلال لقائه مرشح الرئاسة الأمريكية السناتور باراك اوباما في عمان أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإيجاد تسوية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي يحتل سلم أولويات شعوب منطقة الشرق الأوسط، وأكد جلالته على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة سيبقى حجر الأساس ومفتاح الحل لأي تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. يبدو من المهم، والمفيد، إعادة التأكيد على الثوابت، والتذكير بأبجديات الصراع كل حين، في الوقت الذي تتقدم فيه الملفات الثانوية على الملفات الرئيسية، ويجري تسويق بعض الانجازات الصغيرة لهذا الطرف أو ذاك على أنه انتصارات كبرى، وكل ذلك يتم على حساب القضية المركزية، وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويساعد الجانب الإسرائيلي على تشتيت الانتباه عن الاستحقاقات الضاغطة المتعلقة بالحقوق الفلسطينية. إن في حديث جلالته، مع مرشح الرئاسة الأمريكي، وفي وقت تحاول فيه إسرائيل إضعاف مسار المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وتهميشه ، تبديدا لأوهام إسرائيل، بان بإمكانها الهروب أو التهرب من الاستحقاق الفلسطيني، وان تقديم تنازل هنا أو هناك، مصحوبا بصخب أعلامي يصوره على أنه حدث جلل ، وتهويل بان ما قدمته إسرائيل من تنازلات هو شيء مؤلم. تنشط الدبلوماسية الإسرائيلية منذ فترة، باتجاه ( التخلص ) من بعض الملفات العالقة من متبقيات صراعها مع لبنان، كما ويجري الحديث عن تقدم ملموس على مسار المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية بوساطة تركية، في وقت يشهد فيه مسار التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي ضعفا مضطردا، فإسرائيل ترى في هذه المرحلة أن الاتجاه شمالا ولاعتبارات تتعلق بمصالحها أولا، وبمصالح الولاياتالمتحدة ثانيا، هو اقل كلفة من جانب، وان ما يتم تقديمه بهذا الاتجاه سيكون بالضرورة على حساب المصالح الفلسطينية العليا، وان من شأنه أن يضع على طاولة الإدارة الأمريكيةالجديدة ملفا ناضجا قد تكون الإدارة الأمريكيةالجديدة بحاجة ماسة إلية لأكثر من اعتبار. في ظروف كهذه، وفي مرحلة انتقالية تختلط فيها الأوراق، لا بد من إعادة التأكيد على الثوابت، وتبديد الأوهام، بأن ما يجري التحضير والإعداد له لن ينهي أزمة المنطقة، وان الحل كما اكده جلالته، ويؤكده بكل مناسبة، هو بالعودة إلى أبجديات الصراع، وبإيجاد ( تسوية عادلة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فهي حجر الأساس ومفتاح الحل. عن صحيفة الرأي الاردنية 24/7/2008