القاهرة: قامت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بإصدار بيانا يقضي بسحب نسخ كتاب "تقرير علمي" للمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة، والذي تم توزيعه كملحق لمجلة "الأزهر" في عددها الصادر لشهر ذي الحجة 1430 ه. وأوضح المجمع أن القرار جاء استجابة لمطالب كنسية أبدت استياءها من ما ورد في الكتاب، في إشارة إلى حملة الهجوم على الكتاب التي قادتها صحف ممولة من الملياردير القبطي نجيب ساويرس، بدعوى أنه يصف الكتاب المقدس بأنه محرف، وأن المسيحية تنطوي على ما وصفه الإسلام بالشرك بالله . وجاء نص البيان الصادر الثلاثاء : "قررت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سحب نسخ مجلة الأزهر الشريف عن شهر ذي الحجة 1430 ه والملحق الخاص بها بعنوان "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية لما فهمه بعض الأخوة المسيحيين بأن ما جاء بملحق المجلة هو إساءة إلى مشاعرهم، والأزهر الشريف يسره أن يستجيب لرغبة الأخوة المسيحيين وأن يعلن احترامه الكامل وإيمانه الشديد بالعقيدة المسيحية والمسيحيين داخل مصر وخارجها ويكن لهم الاحترام والتقدير ولم يقصد في أي لحظة أن يسيء إلى احد من أبناء مصر العزيزة". وفي تعليقها على القرار صرحت مصادر علمية دينية رفيعة أن أسلوب البيان وصيغته يصعب تصور صدوره من الأزهر أو أي مؤسسة علمية ، وهو أشبه بالخطب السياسية العامة ، كما أنه ينطوي على عبارات من المحال عقلا وشرعا صدورها عن أي مؤسسة دينية إسلامية ، في الوقت الذي أشارت مصادر سياسية إلى أن القرار أملي على الأزهر من قيادات رفيعة في لجنة السياسات ، فيما يعتبر تسديد فواتير دعم الكنيسة العلني لمشروع التوريث . من جانبه أبدى مؤلف الكتاب الدكتور محمد عمارة دهشته من البيان وصيغته معبرًا عن استيائه لصدور قرار من أمانة المجمع بسحب الكتاب رغم أن المجمع هو الذي كلفه بإعداد هذا الكتاب للرد على ما جاء في الكتاب التنصيري، وهو الذي اعتمده للنشر، واصفًا بالشيء الخطير بعض العبارات التي وردت في البيان المنسوب للأمين العام للمجمع علي عبد الباقي، وأكد أنه سوف يدلي برأيه تفصيلا داخل المجمع، نافيا في الوقت ذاته أن يكون الكتاب قد تضمن أي إساءات للمسيحيين.