القاهرة : أكد مصدر مصري موثوق أن مصر ستظل تقوم بدورها في قيادة التحرك العربي تجاه الالتزام بالقضية الفلسطينية تحت أي ظرف ،داعيا الى ضرورة استرداد الشعب الفلسطيني أرضه وكامل حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة المتصلة القابلة للحياة. وشدد المصدر في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الخميس رفضه المشروع الإسرائيلي الداعي الى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية من خلال إلقاء مسئولية القطاع في وجه مصر وعزله عن الضفة وضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية الى الضفة الشرقية لنهر الأردن، محذرا من خطورة هذا المشروع . ورأى المصدر ، الذي لم يكشف عن هويته، أن شباب مصر الذين قامت على عاتقهم ثورة 25 كانون الثاني/يناير واعون تماما ومدركون لمتطلبات الأمن القومي المصري والى الظروف المحيطة بالمنطقة عموما ومصر خصوصا، معربا عن ثقته التامة بأن يدعم شباب الثورة كل القضايا التي تتعلق بأمن مصر القومي. ولفت المصدر الى محاولات البعض استغلال المواقف، مشيرا الى مطالبة جهات وقوى خارجية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل. وانتقد هذه القوى من دون أن يسميها، وقال إنها تسعى بإلحاح الى إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل. ودعا المصدر إسرائيل الى أن تعي جيدا أن مصر ستظل تقوم بدورها التاريخي راعية لعملية السلام في المنطقة، معتبرا مصر عاملا أساسيا ورئيسيا في الحفاظ على العملية السلمية، موضحا أن مصر معنية بالحفاظ على دورها كلاعب أساسي ونشط وفاعل في المنطقة مع كل الدوائر الرسمية وغير الرسمية من أجل تحريك العملية السلمية ومحاولة إخراجها من أي مأزق يعترضها، وفي الوقت ذاته فإن مصر تسعى في كل اتصالاتها وتحركاتها الى حماية المشروع الوطني الفلسطيني وتأكيد ثوابته. وعلى صعيد المأزق الراهن الذي يتعرض له المسار الفلسطيني، خصوصا بعد الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن على المشروع الفلسطيني الذي يطالب بتجميد الاستيطان الإسرائيلي، قال المصدر إن هذا الفيتو موجه ضد العرب، لافتا الى أن "الرئيس محمود عباس كان يحرص خلال الفترة الأخيرة على أن يحصل على غطاء عربي على كل موقف يتخذه وكل تحرك يقوم به، وهو (عباس) محق في ذلك لدعم وتعزيز الموقف الفلسطيني". وردا على انتقادات وجهت الى مصر بأنها تشارك في حصار غزة من خلال القيود التي تضعها على معبر رفح، قال المصدر إن "معبر رفح مفتوح. ونحن نمنح تسهيلات لعبور أهالي غزة لكن من دون إغفالنا لحماية الأمن القومي المصري"، مشددا على أن مصر لا يمكن أن تشارك إسرائيل في حصار غزة. وعن العلاقة مع حركة حماس، أجاب: "ليست لدينا إشكالية مع حماس. واتصالاتنا مع الأخوة في حماس لم تنقطع"، مشيدا بالدور الذي قامت به الحركة خلال الظروف الاستثنائية الأخيرة التي عاشتها مصر. وأوضح أن مصر تجري اتصالات مع حماس من أجل تسهيل الحياة في غزة وأكد أن "مصر لا تعادي حماس، لكننا لا يمكن أن نتساهل في قضايا محددة وغير مقبول أن يطلب منها ذلك"، مشيرا الى قضايا تهريب السلاح، وقال: "لا يمكن وليس سهلا أن نفصل بين سلاح المقاومة والسلاح الموجه ضد مصر".