حذر رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية من وجود مخطط دولي تشارك فيه أطراف فلسطينية يستهدف تصفية القضية الفلسطينية. وقال هنية- في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الكبير بمدينة خان يونس جنوبغزة أمس إن الخطة تعتمد على 5 نقاط: الأولى محاولة الفصل بين غزة والضفة والثانية تشديد الحصار على القطاع والثالثة العمل على نزع الشرعية عن الحكومة المنتخبة وعن حركة حماس في محاولةٍ لإخراجها من الشرعية السياسية والرابعة ضرب البنية التحتية للمقاومة وخاصةً بالضفة أما الخامسة فالدخول في صفقات أمنية وسياسية مع الاحتلال الصهيوني. استشهاد فلسطيني بالقدس.. واتهامات لمصر بتسهيل عبور عناصر من حماس لغزة واتهم هنية السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء إغلاق معبري رفح الواصل بين قطاع غزة ومصر والمنطار التجاري بين القطاع والكيان كما انتقد اتفاق المندوب الفلسطيني مع المندوب الصهيوني في الأممالمتحدة لإبطال قرار قطري برفع الحصار عن غزة مجددًا طَرْحَ المقترحات التي سبق أن قدَّمتها حكومته لإعادة فتح المعابر من خلال إشراف قوات الشرطة والأمن الوطني وعودة المراقبين الأوروبيين بعد ذلك لتسهيل هذه المهمة أو تعيين شركات من القطاع الخاص أو شركات أمنية للإشراف على المعابر وهي المقترحات التي رفضتها السلطة الفلسطينية. وقال هنية إن حركة حماس لا تريد عسكرة المجتمع الفلسطيني مضيفا أننا نريد شرطة قوية تقدر بالآلاف وجهاز أمن وطني يحمي الحدود وأمنا داخليا في إطار وزارة الداخلية. كما هاجم قرارات رئيس السلطة بوقف المرتبات وإقالة موظفين كبار قائلا إنها مخطط "لتمرد وظيفي". وأشار هنية إلى أنه عرض على مصر إشرافها على فتح معبر رفح وعدم تدخل القوة التنفيذية ولا كتائب القسام, لكن السلطة رفضت. ورحب هنية بأي مبادرة أو تحرك فلسطيني أو عربي أو إسلامي لرأب الصدع مع حركة فتح في إشارة إلى عرض وساطة من الرئيس اليمني عبد الله صالح بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وتستند خطة صالح إلى اتفاق القاهرة بين الفصائل عام 2005 واتفاق حكومة الوحدة عام 2007 وتقضي باحترام القانون والثوابت الوطنية وإعادة بناء أجهزة الأمن على أسس وطنية ومهنية وتشكيل لجنة عربية للإشراف على متابعة تنفيذ الاتفاقين. غير أن عباس نفى وجود وساطة وتمسك في مناسبتين -في عمان والإسكندرية المصرية- برفض الحوار, ما لم تعلن حماس تراجعها عما فعلته في إشارة إلى سيطرتها على غزة منذ نحو شهرين تقريبا. من ناحية أخرى أثارت التصريحات التي أدلى بها وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك لصحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أمس الجمعة حول استحالة تحقيق التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة في الفترة الحالية وأن ذلك يعتبر "خيالاً"- أزمةً كبيرةً وألقت بالكثير من الشكوك حول مصداقية مزاعم السياسيين الصهاينة الراهنة بأنهم يسعون إلى التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ففي أول رد فعل قال توم كايسي- المتحدث باسم الخارجية الأمريكية- إن التصريحات لا تعبر عن موقف الحكومة الصهيونية مضيفا أننا نعرف بوضوح موقف رئيس الوزراء واتجاه السياسة الصهيونية ومشيرًا إلى أن أولمرت يقدم دعمًا كبيرًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بما يساعد في الوصول إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية على أساس حلِّ الدولتين الفلسطينية والصهيونية. من جانبه نفى مكتب باراك تلك التصريحات وقال في بيان إنه لم يحصل أيُّ تغيير في مواقف باراك فيما يخص أهمية العملية السلمية والالتزام بحماية أمن الكيان في محاولةٍ من جانب باراك للتقليل من حِدَّة الأزمة التي تسببت فيها تصريحاته التي قال فيها إن الصهاينة لن ينسحبوا من الضفة قبل التوصل إلى حلٍّ لمواجهة صواريخ المقاومة مشيرًا إلى أن ذلك سيستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات. كما أكد باراك رفضَه إزالةَ الحواجز العسكرية الموضوعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية في تناقضٍ مع وعود أولمرت المتكررة لعباس بأنه سيتم رفع تلك الحواجز في إطار الخطوات التي يقول الصهانية إنهم سيتخذونها للتخفيف عن الفلسطينيين في الضفة، كذلك اعتبر أن الاجتماعات بين أولمرت وعباس "مجرد علاقات عامة" لن تؤدي لاتفاق سلام نهائي. وتوقع باراك أن تنهار الجهود الدبلوماسية الجارية حاليًّا لأن ما يحدد الموقف هو قدرة عباس ورئيس حكومته سلام فياض على تحقيق أي تقدم في الضفة؛ الأمر الذي شكك باراك في إمكانية حدوثه. وقال إنه للصهاينة حدس قوي ولذا لا يمكن الاستمرار في خداعهم بأن ثمة اتفاقَ سلام وشيكًا مع الفلسطينيين. ميداينا سجل يوم الجمعة استشهاد أحد الشباب الفلسطينيين في القدسالمحتلة بعد أن هاجم حارسًا صهيونيًّا يتبع منظمة عطيرت كوهانيم الدينية المتطرفة التي تعمل على تهويد القسم الشرقي من القدس. وأشارت الأنباء إلى أن هدف الشهيد كان الحصول على سلاح الحارس إلا أن حارسًا آخر أطلق عليه النار في حارة النصارى بالبلدة القديمة بمدينة القدسالمحتلة مما أدى إلى استشهاده كما أصيب 10 آخرون 3 منهم في حالة خطرة إلا أن بعض شهود العيان قالوا إن الشهيد كان ساقطًا على الأرض وأعزلَ عندما أطلق الحارس الصهيوني النار عليه. هذا وقد شددت سلطات الاحتلال الإجراءات الأمنية بالقدسالشرقية بعد استشهاد الشاب الفلسطيني . ويحرس العنصران الصهيونيان المتورطان بالعملية مبنى قريبا من منظمة عطيرت كوهانيم الدينية المتطرفة التي تعمل من أجل تهويد القسم الشرقي من القدس وتسعى تحت ستار شركات إلى شراء أراض ومبان من فلسطينيين. وقد زادت حدة التوتر بالقدسالمحتلة الأشهر الأخيرة بعد أن قامت السلطات الصهيونية حفريات مثيرة للجدل قرب المسجد الأقصى وهو ما أثار غضبا واسعا بالساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية. وفي تطورات أخرى أغارت طائرة حربية صهيونية مساء الخميس على مطار غزة الدولي شرقي رفح جنوب القطاع. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الغارة استهدفت مباشرة برج المراقبة مما أدى لتدميره بالكامل. وجاءت الغارة الجوية بعد ساعات من استشهاد فلسطيني يدعى محمد أبو شعر برصاص الاحتلال في معبر كيسوفيم شرق دير البلح وسط القطاع. كما جرح فلسطينيان آخران برصاص الاحتلال قرب معبر المنطار شرق مدينة غزة. وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن أحد الجريحين في حالة خطيرة. في سياق آخر زعمت القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني أن مصر سمحت ل79 من عناصر من حركة حماس بالدخول إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية على الرغم من أن تلك العناصر تلقَّت تدريباتها في إيران مما دفع الكيان إلى تقديم احتجاج لدى مصر!! وقالت القناة إن هناك اتفاقًا بين مصر والكيان والسلطة الفلسطينية على منع تلك العناصر من الدخول إلى قطاع غزة إلا أن مصر قامت بتسهيل عملية دخول تلك العناصر إلى القطاع. وواصلت القناة الصهيونية مزاعمها بالقول بأن مِن بين العناصر التي "تسلَّلت" إلى قطاع غزة عبر مصر اثنين قادا فرق التدريب وكانا قبل ذلك من قادة التشكيلات العسكرية التابعة لحركة حماس في المنطقة الوسطى.