عن الأوهام التي طالت.. أنور صالح الخطيب مسكين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينطبق عليه المثل الذي يقول لا هو مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير .. آخر من يريد تقييمه الثعلب الإسرائيلي شمعون بيرس الذي وصفه بالفاقد للشرعية؟ بيرس الفاشل والخائب دائما أصبح علامة إسرائيلية مسجلة لا ينافسه في ذلك إلا رئيس حكومة الاحتلال اولمرت الذي نال الهزيمة التي يستحق علي يد حزب الله والمقاومة الفلسطينية. وبالتالي فهو آخر من يوزع النصائح والصفات علي الآخرين. الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يبني أوهاما كثيرة علي المفاوضات التي يجريها مع الإسرائيليين وهو يعرف أكثر من غيره أن الإسرائيليين كاذبون ولا يلتزمون بوعودهم وعهودهم وأن المفاوضات بالنسبة لهم تستخدم كغطاء ورسالة للعالم لتخفيف الضغوط الدولية عليهم لا أكثر. لا أدري إن كان بيرس قد خرف فعلا أم أن وراء تصريحاته ما وراءها علما أن منصبه الآن برتوكولي لا يستطيع من خلاله أن يقرر في شأن استراتيجي مثل عملية السلام . مما يرجح الخيار الأول فأبو القنبلة الذرية الإسرائيلية وجزار قانا الذي بلغ من العمر عتيا خرف بالفعل. عباس لا ينتظر من بيرس أن يعطيه الشرعية فهو رئيس منتخب من الشعب الفلسطيني الذي منحه الشرعية والذي يستطيع أن ينزعها منه وهو بهذه الشرعية يمثل الشعب الفلسطيني ويحاول حسب رؤيته وبرنامجه خدمته والوصول إلي غاياته بالحرية والاستقلال والدولة المستقلة وهو في نفس الوقت لا يعيش في أوهام ولا ينتظر أن تمنحه حكومة الاحتلال الشرعية؟ أما فرص السلام التي يراها بيرس معدومة فهي ليست بسبب افتقار الرئيس عباس للشرعية أو عدم قدرته علي تطبيق ما يتفق عليه بل بسبب المماطلة والخبث الإسرائيلي الذي لا ينتهي والذي يريد أن يحتفظ بالأرض ويحقق الأمن لمستوطنيه ومستعمريه مقابل السلام وهي معادلة لا يمكن أن يقبلها أي مواطن فلسطيني. تصريحات الثعلب بيرس يجب أن تكون رسالة للرئيس عباس وللسلطة الفلسطينية للعمل جديا علي إعادة اللحمة الوطنية بين شقي الوطن وللعودة إلي الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي هي الحد الأدني المتفق عليه فلسطينيا ورسالة لمن ما زالوا يراهنون علي تحقيق السلام من بعض قيادات السلطة بأن يستيقظوا من أوهامهم التي طالت كثيرا وقسمت الوطن والمجتمع الفلسطيني إلي قسمين. عن صحيفة الراية القطرية 5/7/2008