الأسباب التي منعت ملك المغرب من لقاء الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيرس" هي الأسباب ذاتها التي جعلت ملك الغرب وملوك ورؤساء العرب يستقبلون "شمعون بيرس" و"ديفيد بن أليعزر"، و"عزرا وايزمن" و"نتانياهو"، وغيرهم من قادة الصهاينة. فالموقف الفلسطيني المتشدد حتى هذا اللحظة، والرافض علناً لتواصل اللقاء مع قادة الصهاينة، هو الذي ألزم الملك المغربي محمد السادس بعدم استقبال "شمعون بيرس" الذي ألغى زيارته. إذن؛ لا يتجرأ ملك المغرب، أو غيره من الملوك والرؤساء العرب على طعن الموقف الفلسطيني المتشدد في الظهر، ولا يقدر أن يخون الفلسطينيين، ويلتقي مع "شمعون بيرس"؟ ولكن إذا أبصر ملك المغرب، وباقي ملوك ورؤساء العرب، إذا أبصروا السيد عباس يلتقي مع "نتانياهو" ومع غيره من قادة إسرائيل، فمعنى ذلك أن المغرب، وباقي بلاد العرب ستفتح أبواب مدنهم لكل يهودي متطرف، كي يقتحم مطمئناً بلاد العرب. فهل سيظل المغرب العربي محاطاً بسياج الكرامة، أم أن السيد عباس سيتناغم مع ياسر عبد ربه، ويتمم الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، بالتنازل عن الحق التاريخي للفلسطينيين مقابل تحقيق تسوية سياسية، مجرد تسويه سياسية كما قال السيد عباس، تسوية لا ترقى حتى إلى مصالحة تاريخيه بين غاصب ومغتصب! إن تنازل السيد عباس عن الحقوق التاريخية في فلسطين يهدف إلى تشجيع "نتانياهو" كي يجمد الاستيطان المؤقت لمدة شهرين، بهدف التوصل إلى تسوية، أي تسوية كانت، تمهد الطريق أمام الدول العربية لتقيم علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية، تصل إلى حد تطبيع الثقافي مع الإسرائيليين، وفرش البساط العربي الأخضر تحت أقدامهم. إن الأصل في التعامل مع الإسرائيليين هو السلوك الفلسطيني نفسه، وكل أدعاء بأن العرب قد تخلو عن الفلسطينيين، وتركوهم لوحدهم هو إدعاء باطل. فهذا هو ملك المغرب يقدم الدليل برفضه استقبال "شمعون بيرس" طالما كان هنالك جمود في المفاوضات! فكيف لو كان السيد عباس يقود انتفاضة شعبية مثلاً، لها تأثيرها الإيجابي على المزاج العربي؟ وكيف لو قاد السيد محمود عباس مقاومة فلسطينية مسلحة ضد الاحتلال! هل كانت بعض الدول العربية ستحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل إلى الأبد!؟.