اسلام اباد: ردت راقصات الملاهي الليلية في مدينة لاهور عاصمة باكستان الثقافية على قرارات كانت اصدرتها المحكمة الباكستانية العليا بمنع بعض أنواع الرقصات مثل رقصة "المُجرة" بإعلان الإضراب المفتوح وسارعت نقابات وهيئات ثقافية لدعم الاضراب حيث يرى الجميع ان القرار يمثل تأصيلا للفكر والممارسات التي تنفذها حركة "طالبان" وكانت تمارسها في افغانستان قبل انهيار حكمها العام 2001 . ونشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا حول هذه التطورات كتبه مراسلاها باتريك كوبورن وعصام أحمد من مدينة لاهور الباكستانية تحت عنوان "راقصات لاهور يضربن احتجاجا على قانون طالبان". ويتحدث التقرير عن إضراب تنفذه الفتيات اللواتي يحترفن مهنة الرقص في العاصمة الثقافية لباكستان. يأتي الإضراب احتجاجا على ما تعتبره الراقصات الشابات موجة من الفكر والممارسات الطالبانية التي بدأ خطرها يهدد بتدمير فن الرقص الذي ازدهر في المدينة منذ عصر المغول. ويقول التقرير إن إضراب راقصات لاهور، والذي تدعمه النوادي والمسارح التي تتيح لتلك الراقصات ممارسة فنونها فيها، يأتي على خلفية إصدار المحكمة العليا في لاهور الشهر الماضي قرارا يقضي بحظر رقصة "المُجرة"، وهي نوع من فن الرقص الرشيق الذي تتمايل الراقصة فيه بدقة وانسياب. تقول الصحيفة إن قرار المحكمة المذكورة بمنع رقصة "المُجرة"، التي بدأت أصلا داخل محاكم وصالات المغول قبل نحو 400 عام، جاء بسبب أن هذا اللون من الرقص الماجن ينضوي على حركات ودلالات جنسية فاضحة . ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الثقافية بدار علم، قوله: "إن رقصة المُجرة بطبيعتها يُفترض أن تكون مغرية. لقد جرت محاولات خلال ثمانينيات القرن الماضي لمنعها، لكنها عادت تدريجيا إلى الظهور على المسارح التجارية، وكان السبب الرئيسي بذلك هو دفع الأموال للمسؤولين للسماح بها". أما الفتاة "رابعة" وهي إحدى الراقصات المضربات احتجاجا على ما تصفه بالقرار الجائر بحق مهنتها، فقالت: "إن المسرح يحتاج إلى الرقص كما يحتاج الإنسان للغذاء والماء. كانت بعض الفتيات تكسب 15 ألف روبية في الليلة الواحدة. أما الآن فستصبح المئات من تلك الراقصات، والتي يأتي معظمهن من خلفيات فقيرة بلا عمل وبلا دخل إذا ما توقفت الجماهير عن حضور الحفلات .