الاستقلالية وتكنولوجيا الاتصالات.. أبرز اهتمامات قادة الإعلام العربي محيط بسيوني فتحي جانب من ملتقى قادة الاعلام العربي نظمت هيئة الملتقى الإعلامي العربي بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية خلال اليومين الماضيين ملتقى قادة الإعلام العربي الذي استضاف كوكبة من كبار الصحفيين والإعلاميين العرب لبحث سبل تطوير الإعلام العربي واهتماماته وقضاياه. شارك في الملتقى بدورته هذا العام قيادات إعلامية من 18 دولة عربية من بينها: مصر، والسودان، والمغرب، والجزائر، وقطر، والبحرين، والإمارات، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين. من بينهم ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي والدكتور إسماعيل سراج مدير مكتبة الإسكندرية وصالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق وجلال دويدار أمين عام المجلس الأعلى للصحافة بالقاهرة ودكتور خالد عزب مدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية والدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة والخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز. وإعلاميون عرب من خارج العالم العرب. عقد الملتقى على ثلاث جلسات الأولى بعنوان الإعلام والعلاقات العربية، وأدارها صلاح القلاب والثانية بعنوان اقتصاديات الإعلام وأدارها نبيل الحمر المستشار الإعلامي لملك البحرين ووزير الإعلام السابق. وفي اليوم الثاني كانت الجلسة الأكثر سخونة بعنوان الإعلام والسلطة وترأسها الأستاذ جلال دويدار رئيس تحرير جريدة الأخبار الأسبق. الذي انتقد نظام انتخابات نقيب الصحفيين وأرجع له التوتر الذي يشوب علاقة النقيب بالسلطة أحياناً بسبب قصر مدة الانتخاب على سنتين. وعاب على الصحفيين الجدد افتقارهم إلى المهارة والتجديد وعدم مراعاة أخلاقيات المهنة. ومن جانبه أكد السيد ماضي الخميسى؛ الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي، أن دوافع الهيئة من وراء انعقاد ملتقى قادة الإعلام العربي تتمثل في الإيمان العميق بأن الحوار الإعلامي العربي يجب أن ينطلق بمشاركة عملية من المسئولين عن الإعلام في الوطن العربي وقادته كل في موقعه، مما يوجه رسالة إلى الكوادر الإعلامية العربية في شتى وسائل الإعلام مفادها أن المسئولين عن الإعلام والمتحكمين في أدواته ليسوا بمنأى عن الأحداث، وأنهم يحملون همّ الإعلام العربي كما يحمله كل من يعمل في حقله ويتحرك في دائرته. وألقى الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، كلمة المكتبة في افتتاح فعاليات الملتقى نوّه فيها إلى أن هذا الملتقى يكتسب أهمية خاصة وتضفي عليه لمسة حضارية وثقافية كونه يُعقد هذا العام في مكتبة الإسكندرية بما تحمله من معانٍ عميقة على المستوى الإنساني والحضاري. وطالب - في مداخلة – نقابة الصحفيين بضروري مراجعة نظام الانتساب إليها، حتى تكون بالفعل نقابة لكل الصحفيين العاملين، لافتاً النظر إلى أنه تولى رئاسة تحرير مجلة الهلال العريقة اثنان من غير أعضاء النقابة. وفي مداخلة أخرى صرح عبد الوهاب زغيلات نقيب الصحفيين الأردنيين بأنه توصل في اتحاد الصحفيين العرب إلى أن نقابات الصحفيين في العالم العربي مملوكة للسلطة، مشيراً إلى أن الحكومة في بلده قررت إنشاء مجلساً أعلى للإعلام بعضويته دون علمه، ولتدخله في شئون الصحفيين طالبوا بحله وإلغائه كما تم ذلك بالفعل. الكاتب أسامة هيكل والإعلامي ياسر عبد العزيز ومراسل محيط وقد افتتح الملتقى اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية الذي ألمح إلى التحديات الكثيرة التي تواجه الإعلام العربي على الصعيدين الإقليمي والدولي في ظل السماوات المفتوحة والثورة التكنولوجية والاتصالية. واختتمه مدير المكتبة الدكتور إسماعيل سراج الدين الذي أكد على ضروري الاهتمام بنشر الأبحاث العلمية الجديدة التي تفيد البشرية في وسائل الإعلام العربية كما يحدث في المجلات الأجنبية العامة وليس فقط العلمية. وصرح بأن المكتبة على وشك دخول عالم الإعلام بإنشاء إذاعة إف إم متخصصة. وأعرب سراج عن سعادته باستضافة المكتبة لهذا الحدث الكبير وتلك الكوكبة الهامة من الإعلاميين والصحفيين من مختلف الدول العربية، مشيرا إلى أن المكتبة تهتم بالتفاعل مع المجتمع، كما تدرك أهمية الإعلام في إحداث حراك ثقافي وسياسي واجتماعي داخل المجتمعات. وأضاف أن العالم يعد في مرحلة انتقالية ناتجة عن التغييرات المجتمعية التي تحدثها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وهو ما يتطلب مواكبة العالم العربي لتلك التطورات الكبيرة. كما نوّه مدير المكتبة إلى أن المنطقة تعيش حالة من التعتيم الذهني في مجال القوة العلمية والمعرفية؛ فالعالم العربي مازال مستهلكا للتكنولوجيا وليس منتجا للمعرفة، في الوقت الذي سبقته فيه إيران وتركيا في هذا المجال، مشددا في هذا الإطار على قدرة الإعلام في إحداث التغيير وفرضه. وطالبت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام في مداخلتها بضرورة مراجعة التشريعات العربية في مجال النشر والإعلام، التي اعتبرتها متشابهة في جميع الدول العربية ، ووصفتها بالرجعية. هذا وقد أكد قادة الإعلام العربي المشاركون في المؤتمر على أهمية انعقاد الملتقى؛ خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يتزايد فيها دور الإعلام على الصعيدين العالمي والإقليمي، سعيًا إلى ترسيخ دور الإعلام في بناء المجتمع ليصبح ركنًا أساسيًا لا غنى عنه في مجرى التطور والتقدم اللذين تشهدهما البلدان العربية وغيرها من البلدان على كافة الأصعدة. وفي نقاش جدي وعميق تابع المشاركون فعاليات الملتقى من أجل دور مميز للإعلام العربي وزيادة تأثيره في المجتمعات العربية. كما تطرقوا في مداخلات مهنية وموضوعية إلى سبل تفعيل الحوار لضمان تحقيق الإعلام، المسموع والمرئي والمقروء والإلكتروني، دوره المنوط به. وعبّر قادة الإعلام والمؤثرون في صناعته عن تطلعهم إلى ازدهار الصلات والعلاقات فيما بين مؤسسات ووسائل الإعلام العربية، وبين الإعلاميين العرب، إضافة إلى بذل المزيد من الجهود الطوعية واللقاءات بين المهنيين العرب لتطوير أساليب الحوار وفق المعايير المهنية الدولية، وفي إطار القيم العربية. وأشاد المشاركون بالدور التنويري والحضاري الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية في المنطقة العربية والعالم، كما أعربوا عن امتنانهم للدور الذي تقوم به هيئة الملتقى الإعلامي العربي من أجل تدعيم أواصر الصلات بين الإعلاميين العرب، متمنين للملتقى المزيد من النجاح ومواصلة العمل من أجل تحسين وتطوير الإعلام العربي وجعله إعلامًا متطورًا قادرًا على الصمود والتحدي. التوصيات : وقد خلص الملتقى إلى العديد من التوصيات التي تمحورت حول الدور المنوط به الإعلام العربي والاستحقاقات اللازمة لذلك بما يخدم الرسالة الإعلامية في إطار مواثيق الشرف المهنية. وكان أبرز هذه التوصيات : أولا : ضرورة استثمار الإعلام العربى فى تحسين العلاقات بين الشعوب العربية والدول. ثانياً: أن يلعب الإعلام العربى دورا مؤثراً فى خدمة قضايا الأمة وتطلعاتها الإنسانية والحضارية بما يمكنها من مواجهة تحديات المستقبل، وأن يركز على المشترك الثقافى والتاريخى واللغوى ممتنعاً عن التحريض أو التحقير للكرامة الوطنية لكل شعب عربى على حدة. ثالثاً: أن يتجاوز الإعلام العربى المحاذير ذات الصلة بالتوجهات السياسية القطرية، وأن ينأى بنفسه عن الدخول فى حملات إعلامية تهدم روابط العروبة والأخوة المشتركة. رابعاً: ضمان استقلال الإعلام المملوك للدولة فى البلاد العربية عن الحكومات وعن كل الأحزاب السياسية وتعبيرها عن المشترك الوطنى العام، وعدم التدخل الإدارى فى شئونها، وإنشاء مجالس وطنية مستقلة تمثل المجتمع لإدارتها على أسس مهنية. خامساً: تعزيز حرية الإعلام العربى بكل أنواعه فى إطار من المسئولية المهنية التى تضمن أداء فاعلاً ومؤثرا فى خدمة قضايا الأمة. سادساً: أن يواكب الإعلام العربى، التطور الذى يشهده الإعلام الجديد (المدونات، الصحافة الإلكترونية، الإعلام المرئى على الشبكة، شبكات التواصل الاجتماعى،...) سابعاً: إقامة ورش عمل وحلقات نقاشية حول أخلاقيات المهنية ومواثيق الشرف المهنية، التى تضمن الأداء المهنى والأخلاقى للإعلام العربى. ثامناً: الاهتمام باللغة العربية فى مختلف وسائل الإعلام العربية. تاسعاً: دعم حضور مؤسسات المجتمع المدنى فى الإعلام العربى، بما يضمن علاقة تكاملية بينه والإعلام الرسمى. عاشراً: أن يسهم الإعلام العربى فى تصحيح صورة العرب وقضاياهم أمام العالم. حادى عشر: الضمان الكامل لحرية التعبير على أساس المصداقية ونشر الحقائق بعيدا عن الهوى وبما يحقق الصالح العام ثانى عشر: ضرورة وجود قانون لحرية تداول المعلومات يضمن للإعلامى قدرته فى الإطلاع على أى معلومة. ثالث عشر: تنقية القوانين العربية من العقوبات السالبة للحرية فى جرائم النشر، وإلغاء عقوبة تعطيل الصحف وقنوات التلفزيون من القوانين فى كل البلاد العربية. رابع عشر: تقنين حق العاملين فى مجال الإعلام التلفزيونى فى إنشاء نقابات مهنية مستقلة ترعى مصالحهم وتدافع عن حرياتهم، وتضع مدونات مهنية وأخلاقية لممارستهم المهنية، وتتولى- دون غيرها- محاسبتهم عن الخروج عنها تأديبياً. خامس عشر: الالتزام بآداب المهنة ومواثيق الشرف الإعلامى التى يضعها الصحفيون المستقلون بأنفسهم بعيداً عن التدخل الحكومي.