السؤال: اشتريت كتابا للأبراج يشرح صفات شخصية كل برج ولا يحتوي علي التنبؤ بالغيب أو حظك اليوم مثلا. فهل اعتقادي في الصفات التي تميز مواليد كل برج مما يحرمه الشرع. وما الفرق بين التنجيم وعلم الفلك؟ ** يقول الشيخ عطية صقر رحمه الله : أولا الأبراج وصفة شخصية كل برج. أمور ظنية ليست يقينية. لعدم وجود قاعدة ثابتة لها. وقد تختلف الكتب المؤلفة فيها. ولهذا لا ينبغي التمسك بها ولا بناء حياة الإنسان علي أساسها والله يقول في الظن الذي أدي إلي عبادة غير الله:"قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون"148" "الأنعام" ويقول:"وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن لا يغني من الحق شيئا "28" "النجم" فالاعتقاد بصحة هذه المميزات لمواليد الأبراج اعتقاد خطأ والشرع ينهي عن ذلك. لأنه قد يفوت فرصا طيبة يندم عليها الإنسان إذا عرف خطأها والله يقول في الحكم الخطأ علي بعض التصرفات:"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً "36" "الإسراء" أما التنبؤ بالغيب عن هذه الطرق فحرام. لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي. والنصوص في ذلك كثيرة ومشهورة. ثانيا هناك فرق بين التنجيم وعلم الفلك. فالأول منهي عنه إذا اتخذ وسيلة لمعرفة الغيب. فهو إفراط في التخمين يكذبه الواقع كثيرا. ويبقي الأمر كله لله وحده وقد روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه قال:"إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا. وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا" رواه الطبراني. وحسنه بعض أصحاب الأمالي عن ابن مسعود والمراد لا تعترضوا علي قضاء الله وقدره ولا تزعموا معرفته قبل أن يقع. ولا تعتقدوا أن النجوم تدل علي الغيب أو تؤثر بدون إرادة الله سبحانه وتعالي. ولا تسيئوا إلي أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم ولا تنسبوا إليهم شيئا يسيء إلي سمعتهم ويوضح ذلك ما رواه ابن عبد البر وابن عساكر "أخاف علي أمتي بعدي ثلاثا حيف الأئمة والإيمان بالنجوم والتكذيب بالقدر" وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا من النجوم ما تهتدوا به في البحر والبر ثم أمسكوا. وفي حديث رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما "من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر". وهذا القول من عمر يفرق بين التنجيم وعلم الفلك. فهو يأمر بتعلم علم الفلك الذي نهتدي به في معرفة مطالع القمر ومواقع النجوم. ومتي تشرق الشمس ومتي تغرب. كما نعرف به أوقات الصلاة والصيام والعبادات التي تتوقف علي مواعيد محددة ومتي تكسف الشمس ويخسف القمر وكيف نعرف القبلة بالنجم القطبي كما نعرف بهذا العلم وهو الفلك أسرار الكون وحسن استخدامها. كما يحصل الآن من الجهود لغزو الفضاء كما يعبرون وهذا أمر لا بأس به ما دام يستعمل في الخير. أما سوء استخدام هذا العلم أو ادعاء معرفة الغيب علي وجه اليقين فذلك ضلال لا يوافق عليه الدين وهو المعروف بالتنجيم. المصدر: مجلة "عقيدتي" المصرية.