السؤال: والدي مريض ووصف له أحد الاصدقاء ان يشرب جزءاً من الخمر فهل يباح له ذلك للعلاج أم لا؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: اتفق العلماء علي إباحة الحرام للمضطر ولم يختلف منهم أحد وانما اختلفوا في التداوي بالخمر فمنهم من منعه ومنهم من اباحه والظاهر ان المنع هو الراجح فقد كان الناس في الجاهلية قبل الإسلام يتناولون الخمر للعلاج فلماء جاء الاسلام نهاهم عن التداوي بها وحرمه فقد روي الامام أحمد ومسلم وأبو داود عن طارق بن سويد أنه سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه عنها فقال إنما اخذتها للدواء فقال إنه ليس بدواء ولكنه دواء. روي أبو داود عن ابي الدرداء ان النبي صلي الله عليه وسلم قال "ان الله انزل الداء والدواء فجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام".. وكانوا يتعاطون الخمر في بعض الاحيان قبل الإسلام اتقاء لبروده الجو فنهاهم الإسلام علي ذلك ايضاً فقد روي أبو داود ان ديلم الحميري سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديداً وإذ نتخذ شراباً من هذا القمح فتقوي به علي أعمالنا وعلي برد بلادنا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم هل يسكر؟ قال نعم قال فاجتنبوه قال ان الناس غير تاركيه قال فإن لم يتركوه فقاتلوهم وبعض أهل العلم أجازوا التداوي بالخمر بشرط عدم وجود دواء من الحلال يقوم مقام الحرام وان لا يقصد التداوي به والنشوة ولا يتجاوز مقدار ما يحدده الطبيب كما اجاز تناول الخمر في حالة الاضطرار ومثل الفقهاء لذلك بمن غض بلقمة فكاد يختنق ولم يجد ما يسعفها به سوي الخمر أو من أشرف علي الهلاك من البرد ولم يجد ما يدفع به هذا الهلاك غير كوب أو جزء عنه من الخمر أو من اصابه ازمة قلبية وكاد يموت فعلم أو اخبره الطبيب انه لا يجد ما يدفع به الخطر سوي شرب الخمر بمقدار معين منه. المصدر: جريدة "المساء" المصرية