الرباط: قرر بيت الشعر بالمغرب منح جائزة "الأركانة" العالمية للشعر لهذا العام للشاعر المغربي الطاهر بن جلون. ووفقاً لصحيفة "العرب" القطرية أعلن فوز بن جلون بالجائزة من قبل لجنة التحكيم الخاصة بها برئاسة الشاعر محمد السرغيني، وعضوية كل من محمد العربي المسّاري وعبدالمجيد بن جلون وحسن نجمي وعبدالرحمن طنكول ومحمد بناني ونجيب خداري وخالد بلقاسم. وفي قرارها أكدت لجنة التحكيم أن استحقاقَ التتويج بجائزة "الأركانة" العالمية "لا يكرس الطاهر بن جلون شاعراً مغربياً منصتاً لحوار العالم وحسب، بل يكشف، أيضاً، تعدد الألسن واللغات في خريطة الشعر المغربي المعاصر، وحَيوية هذا التعدّد في إغناءِ الشعرية المغربية". جدير بالذكر أن الطاهر بن جلون ولد في مدينة فاس عام 1944، وانتقل إلى طنجة مع أسرته عام 1955 حيث التحق بمدرسة فرنسية، اعتقل عام 1966 مع 94 طالب آخرين لتنظيمهم ومشاركتهم في مظاهرات 1965 الطلابية، درس الفلسفة في الرباط ثم بدأ يدرسها إلى غاية 1971 حتى أعلنت الحكومة المغربية عزمها تعريب تعليم الفلسفة، فانتقل إلى فرنسا حيث حصل على شهادة عليا في علم النفس، وبدأت مسيرته في الكتابة بعد فترة قصيرة من وصوله إلى باريس حيث عمل كاتبا مستقلا لصحيفة لوموند وبدأ ينشر الشعر. ارتبطت نصوص الطاهر بن جلون بألمِ الإنسان وبالدفاع عن قيم الحرية والكرامة، وقد تصدى من خلال اشعاره لعدد من القضايا والتي تأتي على رأسها القضية الفلسطنية، وتتناول كتاباته عموماً موضوعات الإقصاء والوحدة والجانب الجنسي والتعقيدات الاجتماعية والدينية في المجتمع المغربي فضلا عن المشاكل التي يواجهها المهاجرون في فرنسا. في عام 1987 فاز بجائزة غونكور المتميزة عن روايته "الليلة المقدسة" التي ترجمت إلى 43 لغة إلى جانب روايته "طفل الرمال"، وحصل أيضا على الجائزة الكبرى للآداب من مؤسسة نور الدين أبا عام 1994. قدم مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "رجالٌ تحت كفن الصمت"، بينما عنونت مجموعته الشعرية الأخيرة ب "جِنِين وقصائد أخرى" وما بينهما قدم العديد من الأعمال التي تنوعت بين الرواية والشعر والمقالات.