عقدت على هامش معرض الكتاب بالدوحة، مناظرة بعنوان "حوار بين كاتب وناشر" ، شارك فيها رئيس إتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف والناشر ماهر الكيالي والكاتب طالب الرفاعي. ونقلت صحيفة "الدستور" الأردنية عن محمد عبد اللطيف قوله ان وجود عقود نمطية بين المؤلف والناشر امر في غاية الاهمية يضمن وجود علاقة سوية بين الطرفين ويضمن حقوقهما، واصفا بعض العاملين في حقل النشر بالكائنات غير المحترفة. وبشأن عمليات القرصنة والتزوير، أوضح عبداللطيف أنها قد ازدادت رغم أن دولا عربية كثيرة أصدرت قوانين لحماية الملكية الفكرية، وكنا في السابق نعرف مصدرا أو مصدرين للكتب المزورة والآن اصبحت من المحيط الى الخليج، وهذا اهدار لحق المؤلف والناشر. وقال الناشر ماهر الكيالي صاحب المؤسسة العربية للدراسات والنشر إننا مدعوون جميعا الى المزيد من الجهود لتحقيق الحلم بتطوير صناعة النشر وترويض ما يواجهنا من عقبات ، وفي هذا نحن الناشرين والكتاب غير منزهين، ولا ينبغي ان تكون العلاقة بيننننا ثنائية اتهامية اما شياطين وإما ملائكة. ووصف الكيالي اسواق الكتاب العربية بالضعيفة والمهلهلة وبدل ان تقوم المؤسسات الرسمية العربية بفتح السبل لتنشيط الكتابة والقراءة وسوق الكتاب ، تتبنى سياسات جاهلة ضد الكتاب وترسم خطوطا حمراء وسوداء ، كما حدث مع الشاعر موسى حوامدة الذي نشرت له كتاب "شجري أعلى" ، ومن ثم تعرض الكتاب وصاحبه الى ملاحقات في المحاكم. وارجع لجوء المواطن العربي الى الطبعات المزورة الى تدني مستويات الدخل، وأن القلة التي تؤمن بأن النشر عمل ثقافي ادى الى شيوع فساد في هذه الصناعة. ويرى الكاتب طالب الرفاعي أن العلاقة بين الكاتب والناشر في الدول العربية غير سوية ولا تقوم على اسس واحدة ولا تقدير واحد بين الطرفين ، وهي علاقة في احسن الاحوال مبنية على الصداقة والاحترام ، لكنها لا تستطيع ان تكون محكومة بالعقود والحقوق المالية ، وبالتالي هي علاقة سطحية لا ترقى الى مستوى النشر في القرن الحادي والعشرين. وقال الرفاعي إن هناك إحصائية تقول إن الأميركي يقرأ سنويا 2200 صفحة أي 6 صفحات يوميا، والبريطاني يقرأ 1400 صفحة أي 4 صفحات يوميا، بينما العربي لا يقرأ سوى ربع صفحة في السنة بأكملها ، أي ما مجموعه 75 كلمة وبالتالي، فإن سوق الكتاب العربي "أمي وميت". وقال ان الغرب ارسى مداميك قوية بين الكاتب والناشر والكتابة هناك تمنح صاحبها عيشا كريما ، وينال من جمهور قرائه كل التقدير بوصفه ذا موهبة لا تتوافر الا لمن وهب، اما الوطن العربي فقد ازدرى كتابه فنزل الى الدرك الأسفل.