صدرت مؤخرا رواية البريطاني سبستيان فولكس "أسبوع في كانون الأول" التي تحمل إساءة للقرآن وسوء فهم للإسلام، والتي أدت إلى اعتذار مؤلفها للصحافة مبررا أن ما قيل عن تهجمه على الاسلام في لقاء صحافي اسيء فهمه ، فقد نقلت صحيفة "صاندي تايمز" عن الكاتب وصفه للقرآن بأنه خطاب ذو بعد واحد وأن تجربته الأولى لقراءة الكتاب المقدس عند المسلمين كانت مخيبة للآمال. وأشار الكاتب في حينه إلى أن القرآن يخلو من الرسالة الأخلاقية التي تطبع التعاليم المسيحية. فالقرآن حسبما نقلت الصحيفة عن الكاتب ما هو الا سلسلة من الصرخات التي لا تعني شيئا مقابل وصف المسيحيين واليهود بالضالين الذين شوهوا تعاليم أنبيائهم وكتبهم السماوية. وجاء اعتذار الكتاب "بلا تحفظ عن الضرر التي سببتها تصريحاته". الرواية التي تدور أحداثها في أسبوع من كانون الأول تبدأ يوم الأحد 16 وتنتهي يوم السبت 22 من كانون الأول/ديسمبر هي في النهاية عن لندن، وهي تواجه القرن الحادي والعشرين واختيار عام 2007 له دلالاته من ناحية ان هذا العام الذي بدأت فيه ارهاصات الازمة الاقتصادية العالمية، ويعبر من خلال هذه الأزمة وقضايا اخرى، الهجرة والاسلام "المتطرف"، والانترنت والحيوات المعزولة، أصوات متوحدة، ودنيا الواقع الافتراضي ونقد للحياة الادبية في عاصمة الثقافة والمال للدولة عن حالة لندن المعاصرة. أبطال الرواية "سبعة" رئيسيين، حيث تتداخل حياة مليونير يعمل في مجال المال والأعمال بحياة كاتب مراجع للكتب وسائقة قطار أنفاق على خط "دستريكت/ الاخضر" بحياة مليونير مسلم من أصل باكستاني نجح ببناء ثروته في مجال صناعة الصلصات الهندية، وحياة ابنه الناشط الاسلامي. في بداية الرواية يدخلنا فولكس كما ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في حس الحياة في لندن المعاصرة، مخدرات، استهلاك اصوات الاليات التي تحفر الصخر والشاحنات المليئة بالحصى والرمل وتقيم أكبر مركز تسوق في اوروبا "ويستفيلد", وفي ظل الدوامة من الحركة والبناء والأسماء يجلس محام في الثلاثين من عمره بغرفة صغيرة، مليئة بروايات بلزاك في منطقة تشيلسي يقرأ ترجمة للقرآن الكريم كي يحضر نفسه للمرافعة في قضية. يقدم المؤلف حسن الرشيد، نجل فاروق، الذي يكتشف هويته، كمسلم ويصبح عضوا في جماعة شبابية بالمسجد. ويقدم فولكس حكاية حسن كصورة للبحث عن الهوية، العزلة والتهميش فهو وان ولد بغلاسكو التي بدأ فيها والده نجاحه التجاري وطور صلصلة "تشاتني" من مخلل الحامض إلا أنه ظل يتعامل مع وجوده كخارج عن السياق، لونه لغته واسمه كلها تشير إلى خروجه عن السياق وضياعه بالترجمة، فمن غاضب عضو بعصابات الشباب بغلاسكو، إلى ناشط بتيار اليسار، إلى ملحد وأخيرا ملتزم بالإسلام كهوية ووجود وينتهي إلى تجنيده مع عدد من المسلمين الشباب من مجموعة اسمها "حسام النار" لوضع عبوات ناسفة وتفجير أنفسهم بأماكن عامة بلندن.