التوقعات تتحدث عن تعهد الدول المانحة ب3 مليارات دولار مؤتمر اعمار غزة بشرم الشيخ محيط – زينب مكي يشهد منتجع شرم الشيخ المصري اليوم بدء فعاليات المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني وإعادة إعمار غزة بمشاركة حوالي 75 دولة، و 16 منظمة إقليمية و دولية إلى جانب بعض مؤسسات التمويل الدولية. ومن المتوقع أن يتعهد المانحون بتقديم ثلاثة مليارات دولار لتمويل عملية إعمار وإصلاح الأضرار التي مني بها القطاع خلال الهجوم الإسرائيلي ا؟لأخير في يناير الماضي على قطاع غزة والذي أستمر حوالي 22 يوما. و يفتتح الرئيس مبارك المؤتمر بكلمة يؤكد فيها ضرورة أهمية الجهود المطلوبة لتعبئة الموارد الضرورية للوفاء باحتياجات إعادة تأهيل وإعمار قطاع غزة وحشد وتعبئة المجتمع الدولي لتنفيذ تعهداته بشأن إعادة الإعمار. ومن المتوقع أن تتضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات لكل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إضافة إلى كلمات وفود وممثلي الدول المشاركة في المؤتمر. ومن المقرر أن تعرض جامعة الدول العربية خلال المؤتمر تقريرا حول نتائج لجنة "تقصي الحقائق" والتي ضمت ممثلين عن عدد من المنظمات العربية المتخصصة قاموا بزيارة قطاع غزة للإطلاع على طبيعة وحجم الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي. ويسعى الرئيس الفلسطيني للحصول على 2.8 مليار دولار أمريكي كمساعدات من الدول المانحة خلال المؤتمر الذي يستمر ليوم واحد، قائلا : "نتوقع مساعدة دولية عاجلة من جميع الأطراف لكي نعيد بناء غزة بشكل كامل." ومؤكدا أن "جميع المساعدات المخصصة لغزة يجب أن تمر عبر السلطة الفلسطينية". كلينتون: سأعلن حزمة معونات كبيرة ومن المتوقع ان تتعهد الولاياتالمتحدة في المؤتمر بالتبرع بأكثر من 900 مليون دولار لعملية إعادة الإعمار ، وتريد الولاياتالمتحدة أن تذهب الأموال المتبرع بها للسلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس، وقد اشترطت عدم صرف الأموال الأمريكية إلى حركة حماس. وفي هذا الصدد قالت كلينتون في مقابلة أجرتها معها إذاعة "صوت أمريكا" "سأعلن عن تعهدنا بتوفير حزمة معونات كبيرة، على أن لا تصرف إلا إلى الأطراف التي نتوخى منها تحقيق أهدافنا لا تقويضها." وكانت السعودية، وهي إحدى الدول المانحة الرئيسية، قد تعهدت بتقديم مبلغ مليار دولار للمساعدة في إعادة إعمار غزة، ومن المتوقع أن تعيد الرياض تأكيد التزامها بمنح المبلغ المذكور خلال حضورها مؤتمر شرم الشيخ الذي لن تحضره لا حماس ولا إسرائيل. ومن جانبه دعا البنك الدولي الدول المانحة المشاركة في المؤتمر إلى تقديم دعمها المالي لتطوير الاقتصاد في القطاع، عبر التبرع مباشرة للسلطة الفلسطينية وبعض الجهات المستقلة. ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن خوان خوسيه دابوب المدير الإداري لمجموعة البنك الدولي خلال جولة تفقدية بقطاع غزة أمس "لقد جئنا لنؤكد على أننا سنقوم بدعم الشعب الفلسطيني وقطاع غزة عبر إعادة إعمار هذا البلد وإنعاش اقتصادهم، مضيفا أن خطة البنك لدعم سكان غزة تقوم على إحياء والنهوض بالاقتصاد وتلبية احتياجات السكان الفلسطينيين. وأكد دابوب على ضرورة أن يعتمد الفلسطينيون على أنفسهم لتعمير كل شيء قائلا : "لا أحد يستطيع أن يعمر، ويعيد بناء كل شيء.. ولكن فقط يستطيع الفلسطينيون ذلك"، مضيفا "أنه بالرغم من الدمار والخراب الذي حل بقطاع غزة إلا إننا في نفس الوقت رأينا في عيون ووجوه الشعب الفلسطيني عزيمتهم ونيتهم بالنهوض بواقعهم وإعادة البناء". وانتقد دابوب استمرار إغلاق المعابر من قبل إسرائيل ، قائلا إن إعادة إعمار غزة لن يكتب لها النجاح وستواجه عقبات جسام ما دامت المعابر مغلقة، مشددا على ضرورة فتحها، موضحا أن"هذه العقبات تتمثل في عدم القدرة على إدخال المواد اللازمة والخبراء والفنيين وتفعيل التجارة المتوقفة من الاستيراد أو التصدير وإدخال السيولة النقدية للقطاع وتوفير رواتب الموظفين". ومن الجدير بالذكر أن خسائر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي جاءت بعد حصار شديد وخانق على قطاع غزة منذ يونيو من عام 2007 وصلت بحسب التقديرات الدولية إلى أكثر من 15 مليار دولار بنهاية العام 2005،مما أوصل الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي إلى أسوأ حالاته. ومن جانبه كان المجلس التنسيقي للقطاع الخاص الفلسطيني قد أعلن الأسبوع الماضي أن خسائر القطاع الخاص خلال العدوان الإسرائيلي الأخير بلغت 140 مليون دولار جراء تضرر 700 منشأة اقتصادية في القطاع. آثار العدوان الإسرائيلي على غزة وأوضح المجلس أن نسبة المنشآت المتضررة كلياً بلغت 38% وخسائرها أكثر من 98 مليون دولار، فيما بلغت نسبة المنشآت المتضررة جزئياً نحو 62% بقيمة مالية تجاوزت 40 مليون دولار. ومن جانبها نقلت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية عن وزارة الاقتصاد في الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن إجمالي خسائر قطاع غزة المباشرة وغير المباشرة جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة تقدر ب 2 مليار و734 مليون دولار. ويقول أمين عام مجلس الوزراء بالحكومة الدكتور محمد عوض ان هذه الخسائر تشمل خسائر مباشرة بقيمة مليار و724 مليون دولار بالإضافة إلى 1.2 مليار دولار مطلوبة فورا لإعادة التأهيل المباني والمنشأت والمرافق والقطاع الصناعي و522 مليون دولار مطلوبة لإعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة.