نواكشوط : أثارت ظاهرة ختان الإناث جدلاً كبيراً فى موريتانيا ، وذلك على خلفية مؤتمر عقد في السابع والعشرين من الشهر الماضي لمناقشة مخاطر هذه العادة . و شهد المؤتمر نقاشات ساخنة بيمن مؤيد ومعارض حيث رفض بعض علماء الدين الاعتراف بمخالفة هذه الظاهرة للشريعة الإسلامية مما أثار حفيظة عدد من الباحثين الاجتماعيين ومنظمات المجامع المدنية والأطباء ، الذين رأوا أن ذلك الأمر غير مقبول ومناقضا للواقع . وأشار الطبيب محمد ولد المبارك أخصائي أمراض النساء والتوليد إلى : " أن ختان البنات محاط بهالة من السلبيات والمخاطر لا يمكن حصرها ، أبرزها أنها قد تؤدي إلى الموت جراء النزيف، كما تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز البولي، وتعفنات وإنتانات، ونزيف عند الولادة ، كما قد تؤدي إلى العقم، هذا فضلا عن آثارها النفسية التي ينجم عنها الخوف من العلاقة الجنسية بعد الزواج، والبرود الجنسي لدى النساء ، كما أن رفض الأطباء إجراء الختان في المستشفيات، جعلها تمارس على أيدي بعض النساء والأشخاص الذين لا يمتلكون المهارات الطبية للتعاطي مع مثل هذه الأمور". وأكد الباحث الاجتماعي الدكتور سيدي محمد الجيد أن ظاهرة الختان في المجتمع الموريتاني ما تزال عصية على الاستئصال ، نظراً لأنها تتمتع بمباركة اجتماعية بفعل العادات والتقاليد الاجتماعية، هذا فضلا عن تزكية بعض رجال الدين التقليديين الذين لم يطلعوا بعد على مخاطرها، ودعا إلى ضرورة سن القوانين اللازمة لمحاربة لهذه الظاهرة ، ومعاقبة ممتهنيها". وقامت رابطة العلماء والأئمة في موريتانيا بإصدار بيان مفاده "أن على العلماء والفقهاء أن يسعوا لتفقيه الناس في دينهم ، وأن يفرقوا بين العادات والتقاليد البائدة من جهة، وتعاليم الشرع الإسلامي من جهة أخرى" ، وأشضار البيان إلى أن "الشريعة الإسلامية مبنية على مقاصد العدل ، وحفظ كرامة الإنسان، وعدم إيذائه، أو تشويه خلقه، وذلك درءاً لمخاطر هذه العادات الموروثة عن الجاهلية، وحفاظا على الصحة النفسية والاجتماعية" ، كما ذكرت جريدة "الوطن" . وخلال المؤتمر قدمت الوزارة المكلفة بشؤون المرأة دراسة تكشف بالأرٍقام انتشار ظاهرة الختان في المجتمع الموريتاني ، حيث أكدت الدراسة أن الختان ينتشر في صفوف النساء الموريتانيات بنسبة تناهز 72%، وتتباين نسبة انتشارها بين الأوساط الريفية والحضرية، كما تتباين بين القوميات والجهات، حيث تنتشر هذه الظاهرة في الأوساط الريفية الموريتانية بنسبة 76،8%، مقابل 64،8% في الأوساط الحضرية، أما منطقيا فإنها تنتشر بصفة تكاد تكون شاملة في المناطق الشرقية من البلاد، وذلك بنسبة تبلغ 97%، مقابل 88% في وسط البلاد، بينما لا تتجاوز 54% في المناطق الغربية والشمالية. ويذكر أن مفتي مصر قد حرم منذ أسبوع ختان البنات ، تلاه الأزهر الشريف ، ووزارة الصحة المصرية التي قررت منع إجرائه داخل المنشآت الصحية المصرية ومعاقبة ممارسيه ، وذلك بعد وفاة طفلة مصرية أجرت لها طبيبة في إحدى العيادات الخاصة الختان .