اليهود يهاجمون مفتي سيبيريا بعد وصفه الصهيونية ب"الورم الخبيث" محيط - وكالات مفتي سيبريا موسكو: شن اليهود الروس هجوما عنيفا ضد مفتي سيبيريا "شطر روسيا الآسيوي" الشيخ نفيع الله عشيروف واتهموه بمعادة السامية على خلفية تصريحات منسوبه له وصف فيها الصهيونية بالورم الخبيث في قلب الوطن العربي. وأثارت تصريحات عشيروف حفيظة الجمعيات اليهودية الروسية، حيث أعلن اتحاد الجمعيات اليهودية بروسيا عن تعليق الاتصالات مع مجلس المفتين بروسيا. وقال الحاخام زينوفي كوجان، رئيس مؤتمر الجمعيات اليهودية بروسيا، أنه يعتزم مطالبة مجلس الأديان الروسي بإبداء رأيه في تصريحات مفتي سيبيريا. وجاء في تصريحات مفتي سيبيريا، إن الصهيونية تعتبر بمثابة الورم الخبيث، في قلب الوطن العربي، معتبرا أنها "نوع من الفاشية". ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية الرسمية، عن بوروخ جورين، المتحدث باسم الجمعيات اليهودية في روسيا، أنهم عبَّروا لمجلس المفتين الروسي عن احتجاجهم على تلك الأقوال، وأنهم ينتظرون أن يتنصَّل مجلس المفتين من تلك التصريحات، لكن مجلس المفتين لم يعط أي رد حتى الآن. كما ذكر الحاخام زينوفي كوجان، رئيس مؤتمر الجمعيات اليهودية بروسيا، أنه ينوي مطالبة مجلس الأديان الروسي بإبداء رأيه في تصريحات مفتي سيبيريا. من جانبه، قال الشيخ فريد أسدولين، نائب رئيس مجلس المفتين، بدوره إن الحاخام بيرل لازار، رئيس اتحاد الجمعيات اليهودية، لم يبلغهم بأن المنظمة التي يترأسها "تجمد العلاقات" مع مجلس المفتين. ويقول الشيخ عشيروف في تصريحات سابقة له، إن الإسلام لم يدخل إلى روسيا عن طريق الفتوحات إنما وصل عن طريق المعاملات التجارية واختلاط المسلمين القادمين من بلاد الإسلام مع القوميات المحلية المتواجدة في تلك الأراضي القديمة حيث ظهرت من قديم الزمان الكثير من المملكات والإمارات. كما أن روسيا تحتضن فوق أراضها قوميات مختلفة وكثيرة، منها العديد من القوميات تنتسب إلى الإسلام مثل التتار، والباشكير، والشيشان والقبائل التي تسكن في جمهورية داغستان (بلاد الجبال) والقوميات الأخرى التي تعيش في منطقة القوقاز. والجدير بالذكر أن سيبيريا هي الجزء الشرقي والشمال الشرقي من روسيا، وتمتد شرقا من جبال الأورال حتي المحيط الهادى غرباً، ومن المحيط المتجمد الشمالي حتي حدود كازخستان ومنغوليا والصين جنوباً، وتمثل 77% من مساحة روسيا. وتعتبر سيبيريا أكبر صحراء جليدية في العالم، إذْ تبلغ مساحة أراضيها 12 مليونا و 675 ألف كيلومتر مربع - وهي تفوق مساحة قارة أوروبا – وعلى الرغم من هذه المساحة الشاسعة، ومناخها البارد فقد بلغتها قوافل الدعاة المسلمين، منذ وقت مبكر، من تاريخ الدعوة الإسلامية العالمية، وجاهدوا المناخ الصعب؛ من أجل نشر الإسلام والتعريف الصحيح بهداياته، ونشر المعارف الإسلامية الصحيحة بين سكان البلاد. وذكر موقع "المسلم" الالكتروني، إن أول جالية إسلامية في سيبيريا تأسست في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، عندما هاجر إليها عدد من مسلمي مدن " بخارى" و "سمرقند" و"قازان" بآسيا الوسطى، وعملوا على نشر الدعوة الإسلامية بين قبائل "الإسكيمو"، لذا فإن الإسلام هو أول دين سماوي، عرف في هذه المنطقة. ومن المؤكد أن اِلإسلام هو أول دين سماوي عرف في سيبيريا، حيث خضعت سيبيريا للحكم الإسلامي في عام 978 هجرية 1570 ميلادية في عهد الإمبراطور " كوشيم خان " الذي ساعد على دفع مسيرة المد الإسلامي في سيبيريا. لكن القياصرة الروس عملوا على إبادة التراث الإسلامي في سيبيريا بعد احتلالهم مدينة "سيبر" العاصمة في عام 988 هجرية 1580 ميلادية ورفضوا إقامة كيان سياسي لسيبيريا، فظلت حتى اليوم مجرد إقليم تابع لجمهوريات روسيا الاتحادية. ويقول المراقبون إن عدد المسلمين في سيبيريا في تزايد مستمر، بسبب سهولة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبسبب جهود مؤسسات الدعوة، والتعليم الإسلامي في سيبيريا، حتى بلغ عدد المسلمين السيبيريين أكثر من أربعة ملايين نسمة، من إجمالي عدد السكان، البالغ أكثر من 28 مليون نسمة.