شهدت منطقة سيبيريا النائية بشمال روسيا للمرة الأولى، وجود مزرعة متخصصة في الذبح على الطريقة الإسلامية لأعداد من حيوانات الأيائل الأليفة، وبيع لحومها للمسلمين في المناطق المجاورة. وسيبيريا أكبر صحراء جليدية على الكرة الأرضية، كانت منفى مخيفًا للآلاف ممن أراد الاتحاد السوفيتي السابق إقصاءهم تمامًا عن أراضيه، وخاصة من المتدينين بالدول الإسلامية، التي ضمها قصرًا تحت لوائه.. لكنها اليوم لم تعد موطنًا فقط لنحو "4 ملايين مسلم"، بل أيضًا مصدرًا للحم الحلال. ويعتمد سكان تلك المناطق الجليدية النائية على حيوانات الأيائل بشكل رئيسي كمصدر للحوم والجلود، وذلك لقدرتها على تحمل الظروف الجوية القاسية. لذا زادت عدد الرءوس التي يمتلكها السكان من ذلك الحيوان بشكل كبير، وصار من الأهمية بمكان أن يكون هناك مثل تلك المزرعة للذبح الحلال على الشريعة الإسلامية لتخدم هؤلاء السكان من المسلمين. وما يثير السعادة؛ هو أن هذا اللحم الحلال يمكن تصديره أيضًا إلى أي مدينة من المدن الروسية، وبأسعار جيدة للمشتري، ونظرًا للظروف ونوعية العلف الخاصة في هذه المناطق الشمالية كثيرة الثلوج، فإن الأيائل لا يمرض تقريبًا، واللحوم التي تستخرج منه نظيفة بيئيًا وصحية جدًا. جدير بالذكر أن حيوانات الأيائل تمثل المورد الرئيسي للطعام بالنسبة لسكان تلك المناطق الجليدية بشمال روسيا، الذين لا يجدون ما يطعمونه في الشتاء من خضار وفواكه وغيرها من المنتجات الزراعية المعروفة في المناطق الأخرى، بسبب الظروف المناخية الصعبة جدًا، التي تصل درجة الحرارة فيها إلى أكثر من 40 درجة تحت الصفر في فترات طويلة من السنة. وتُقدر بعض الإحصائيات غير الرسمية عدد سكان سيبيريا ب28 مليون نسمة، بينهم نحو 4 ملايين مسلم، يتشكلون من قوميات التتار والمغول والأوردية، وبعض القوميات الأخرى المنتشرة في بلاد التركستان، بالإضافة للسيبيريين المسلمين من أهل المنطقة. وبحسب مصادر تاريخية، دخل الإسلام إلى سيبيريا في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، على أيدي الدعاة القادمين من بخارى وسمرقند وقازان بآسيا الوسطى، كما أقيمت دولة إسلامية على أرض سيبيريا عام 978 هجرية/ 1570 ميلادية في عهد الإمبراطور كوشيم خان، ودام حكمها عشر سنوات؛ حتى احتل الروس القياصرة عاصمتها سيبير، ومنذ ذاك الحين وسيبيريا لم تنفصل ككيان مستقل، وإنما بقيت كإقليم تابع لروسيا الاتحادية.