حزب الشعب الباكستاني يترقب الكشف عن وصية بوتو محيط - وكالات بى نظير بوتو اسلام أباد: أجلت باكستان أمس الانتخابات التشريعية المركزية والإقليمية المقرر عقدها في 8 يناير المقبل، على أن تعلن موعدا جديدا غدا. ولكن الرئيس برويز مشرف رهن إجراء الانتخابات التشريعية أو تأجيلها بقرار من حزب الشعب الباكستاني. ونقل التلفزيون الرسمي تصريحات له أمس قال فيها إن موضوع الانتخابات يتعلق بحزب الشعب الباكستاني، فإذا قرر المشاركة فإنه لن يؤجلها وستعقد في موعدها المحدد، وإن ارتأى تأجيلها فسيأمر بتأجيلها. في هذه الأثناء، اعلن آصف علي زرداري زوج بي نظير بوتو، ان ابنه سيتلو اليوم رسالة من رئيسة الوزراء السابقة حول مستقبل حزب الشعب الباكستاني، الذي كانت تتزعمه. وقال لإذاعة "بي بي سي 4" البريطانية، "لقد تركت رسالة للحزب وتركت وصية وسوف نهتم بهما اليوم بعد اليوم الثالث" من الحداد الرسمي. وقال إن بوتو أعدت بشكل مفصل لاحتمال مقتلها وغيرت أخيرا المكان الذي كانت تود أن تدفن فيه، حيث فضلت أن توارى الثرى في المدفن الذي يحتضن أفراد عائلتها وأسلافها بدل مدفن زوجها كما كان مقررا سابقا. وحول ما إذا كان ينوي تولي قيادة الحزب قال "هذا يتوقف على الحزب وعلى وصيتها". وعبر زرداري عن تأثره البالغ لمقتل زوجته، موضحا انها كانت "اكبر من الحياة"، ونقلت جريدة "الشرق الاوسط" اللندنية عن زرداري قوله: "لقد شهدت العديد من المآسي في حياتي، لكن شيئا لم يحبطني الى هذا الحد". واضاف: "كنا مدركين على الدوام للمخاطر التي كانت تواجهها، لكننا كنا نأمل بطريقة ما في ان تفلح هي وليس الارهابيون والمؤيدون للارهابيين". كما أعلن مسؤول في الحزب أنه سيتم اليوم ايضا الاعلان عما اذا كان سيشارك حزب الشعب في الانتخابات التشريعية المقبلة، على الرغم من ارتفاع احتمال الغائها، بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات أنها ستعقد اجتماعا طارئا الاثنين لبحث مصير الانتخابات، بعد أن قام مشاغبون مناوئون للحكومة بإشعال النار في تسعة من مكاتب اللجنة الانتخابية في إقليم السند، الذي يعد المعقل الرئيسي لاتباع بوتو. استمرار اعمال العنف من ناحية اخرى، استمرت المظاهرات الغاضبة في أنحاء البلاد ووصل عدد قتلى احداث الشغب الى حوالي 50 شخصا منذ اغتيال بوتو الخميس الماضي، مما أدى الى تهديد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالتحرك للتعامل بحزم ضد مثيري الاضطرابات. وكان نحو عشرة الاف شخص تظاهروا أمس في لاهور كبرى مدن شمال شرق باكستان، مرددين شعارات معادية لمشرف ومؤيدة لزعيمتهم التي اغتيلت. واحاطت اعداد غفيرة من رجال الشرطة المتظاهرين المتجمعين امام مسجد قديم في لاهور في اكبر تجمع منذ اغتيال بوتو التي كانت ابرز قادة المعارضة ضد مشرف. وكان 24 شخصا على الاقل قتلو في السند حيث انتشر نحو 16 الف جندي من القوات شبه العسكرية منهم 10 آلاف في كراتشي فقط. ولا يجرؤ أحد على الخروج الى الشوارع في المدينة الساحلية الجنوبية الكبيرة فيما يجازف بعض السائقين القلائل بقيادة سياراتهم بسرعة جنونية من دون توقف. وفي اقليم السند قتل مسلحون ملثمون ثلاثة من أنصار بوتو بينما أضرم محتجون النار في متاجر وشاحنات ومراكز خدمة اجتماعية وسيارات إسعاف خلال الليل. كما أصيب شقيق احد هؤلاء وهو مرشح عن حزب الشعب الباكستاني في انتخابات المجلس الإقليمي في الهجوم. جدل واسع حول أسباب وفاة بوتو على صعيد آخر، تصاعد الجدل المشتعل في باكستان حول أسباب وفاة بوتو، وأعلنت الحكومة الباكستانية انها مستعدة لتشريح جثة رئيسة الوزراء السابقة، لتحديد اسباب وفاتها، اذا طلب حزبها ذلك، رافضة المساعدة الأجنبية للتحقيق في القضية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما خلال مؤتمر صحافي "نحن مستعدون لنبش جثة بوتو، للتحقيق اذا ما اراد حزبها ذلك". وأكد أن اعلان الحكومة بأن وفاة بوتو سببها هجوم انتحاري، واضاف "الاهم ليس معرفة ما الذي قتلها، أكان رصاصة أم انفجارا أم شيئا آخر، بل معرفة من الذي قتلها". واكد المتحدث ان باكستان ليست بحاجة لمساعدة اجنبية في التحقيق في قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة والزعيمة المعارضة في هجوم انتحاري الخميس. وقال شيما، في تصريحات للصحافيين امس: "هذه ليست قضية تتعلق بجريمة عادية، مضيفاً أنها قضية تتعلق بجريمة إرهابية". وجدد المتحدث الباكستاني اتهام تنظيم القاعدة وحركة طالبان بالوقوف وراء اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، التي قضت بهجوم انتحاري الخميس، أثناء مشاركتها في مؤتمر انتخابي مع أنصارها، استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة بداية الشهر المقبل. من جهة اخرى نفى متحدث باسم بيت الله محسود زعيم القاعدة في باكستان امس، تورط محسود في اغتيال زعيمة المعارضة بي نظير بوتو، محملا الحكومة الباكستانية المسؤولية عن قتلها.
