الكويت: توقع خبيران نفطيان كويتيان أن الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في فيينا الشهر المقبل لن يشهد تغيراً في سياستها فيما يتعلق بزيادة أو تخفيض الانتاج. واعتبرا في تصريحين منفصلين لوكالة الانباء الكويتية "كونا" أن مؤشرات السوق " لا تقدم حافزا لأوبك من أجل التغيير كون اسعار النفط الخام لاتزال تتحرك منذ منتصف العام الماضي وحتى شهر اغسطس/آب الماضي ضمن نطاق 65 و85 دولاراً للبرميل وهو ما لا يستدعي تغييرا في سياسة المنظمة". وقال الدكتور خالد بودي، رئيس مكتب الافق للاستشارات :" إن أسعار النفط لم تتعد هذه الحدود الا لفترات محدودة ما يعكس الأوضاع الاقتصادية السائدة في اوروبا والولاياتالمتحدةالامريكية جراء عدم حدوث تحسن ملحوظ في مؤشراتهما الاقتصادية ". وأضاف بودي أن معدلات البطالة "لاتزال ضمن حدود ال10% في الدول الغربية كما لاتزال مؤشرات النمو الاقتصادي تعكس تباطؤا يتراوح بين 1 و2% أي ما يقل عما كان متوقعا بأن يتجاوز النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا 3% العام الحالي. ورأى أن أسعار النفط الحالية "مقبولة" في ظل الاوضاع الاقتصادية السائدة في العالم مستبعدا أن يتجاوز سعر برميل النفط 80 دولارا بل أن " يستمر على ذلك لفترة طويلة ما لم يتحسن النمو الاقتصادي في اوروبا". وذكر بودي ان عدم انخفاض اسعار النفط الى ما دون ال70 دولارا للبرميل يعتبر"مقبولا" بالنسبة لدول "أوبك"، مشيراً إلى "غياب المبرر" لمحاولة خفض الانتاج في ظل مستويات الاسعار الحالية. وقال:" إن أسعار النفط الخام " متوازنة حاليا " مع انتاج النفط البالغ حوالي 86 مليون برميل يوميا أي أنها تعادل الطلب على النفط ما يعني عدم وجود فائض مقلق في الاسواق وان "المحافظة على مستويات الانتاج الحالية تناسب أوضاع اسواق النفط السائدة ". من جهته قال الخبير النفطي محمد الشطي أن "أوبك" حققت نجاحاً منذ اجتماع الجزائر من خلال سحب ما مقداره 4.2 مليون برميل يوميا من السوق النفطي من مستوى الانتاج في سبتمبر/أيلول 2008 ليصل انتاج الدول الاعضاء ال11 عدا العراق الى 24.845 مليون برميل يوميا. وأضاف الشطي ان تحسن الاسعار كان داعما للسعر المستهدف من قبل المنظمة البالغ متوسطه 75 دولارا للبرميل الذي عبرت عنه السعودية ولقي قبولا في السوق النفطية علما ان ذلك " حدث رغم انخفاض نسبة التزام بعض البلدان المصدرة للنفط فيما يتعلق بالسقف الانتاجي". وذكر أنه يمكن تلخيص الملامح العامة للسوق النفطية " في كفاية الامدادات النفطية من خارج "أوبك" من روسيا والبرازيل والولاياتالمتحدةالامريكية وافريقيا وكذلك استمرار المنظمة في تأمين احتياجات السوق من الامدادات النفطية بشكل مريح ". وأشار إلى أن المخزون النفطي التجاري في الولاياتالمتحدة "آخذ" في الارتفاع منذ 11 اسبوعا رغم تباطؤ وتيرة التعافي وتخفيض معدل نموها للربع الثاني من هذا العام الى 1.6% من 2.4% وتأثيرات ذلك على الاستهلاك اضافة الى المخاوف من انخفاض المبيعات في قطاع السكن في الولاياتالمتحدة. وبين الشطي أن الاقتصاد العالمي " حقق نمواً بمقدار أربعة في المئة خلال الربع الثالث من العام الحالي وهو ما يعتبر أمراً إيجابياَ"، مضيفاً أنه في ظل هذه الظروف والمعطيات الحالية فمن الصعب توقع تغير في سياسة "أوبك" في الاجتماع المقبل بسبب ضعف السوق الذي قد يجدد الدعوة لمزيد من الالتزام . وقال: إن ذلك سيدعمه اعتقاد سائد في السوق بعدم وجود عوامل تدعم ارتفاع الاسعار عن مستوى 70 دولارا للبرميل " وان سوق النفط تأقلم وتعايش مع هذا السعر كأساس لادنى مستوى للاسعار".