تشير إحصائيات حديثة إلي أن عدد الإصدارات العامة الأولية علي مستوي الأسواق العالمية قد سجل العام الحالي أقل مستويات له منذ عام 2003, حيث شهدت الأسواق من بداية العام وحتي الأن أقل من 500 عملية لم يتم من خلالها جمع أكثر من 76 مليار دولار. وتعد تلك الأموال أقل من نصف حجم رؤوس الأموال التي تم جمعها في نفس الفترة من العام الماضي ومن خلال حوالي ضعف عدد الإصدارات التي جرت هذا العام. وتعكس تلك الإحصائيات قلق المستثمريين تجاه الإدراجات الجديدة في البورصات وذلك في ضوء التقلبات الأخيرة علي مستوي الأسواق. ووفقا للإحصائيات التي أوردتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني، فقد شهدت الأسواق العالمية حتي نهاية يوليو الماضي 499 عملية إصدار عام أولي تم من خلالها جمع 75.9 مليار دولار, مقارنة ب1055 عملية طرح جرت في نفس الفترة من العام الماضي وبلغ حجم الأموال التي تم جمعها 167 مليار دولار. وجاءت الإصدارات المسجلة في الشهور السبعة الأولي من العام الماضي وذلك قبيل ظهور تداعيات أزمة الائتمان الأخيرة والتي ألقت بظلالها علي أداء أسواق المال العالمية. وعلي مستوي الولاياتالمتحدة شهد السوق الأمريكي 42 عملية طرح أولي تم من خلالها جمع 30 مليار دولار. وقد وصل إجمالي حجم الأموال التي تم ضخها للبورصات العالمية العام الحالي إلي أدني مستوياته منذ حوالي 5 أعوام. وفي سياق متصل، تشير آراء الخبراء إلي أن هناك حالة من الحذر لدي المستثمرين تجاه عمليات الاكتتابات الجديدة علي مستوي البورصات العالمية نظرا للآثار السلبية التي خلفتها أزمة أسواق الائتمان الأخيرة علي ثقة المستهلك. وأشارت شبكة بلومبرج عبر موقعها الإلكتروني إلى أن حجم الخسائر وعمليات شطب الديون التي سجلتها الشركات المالية الكبري على مستوي العالم قد بلغت 400 مليار دولار كنتيجة لأزمة الرهن العقاري الأخيرة في الولاياتالمتحدة وتداعياتها علي أسواق الائتمان. وتعد عمليات الطرح العام من جانب الشركات من أكثر العمليات جذباً للاستثمارات الجديدة والأكثر ربحية علي مستوي بورصة وول ستريت غير أن تراجع عمليات الطرح الجديدة قد أسهم في خفض رسوم الإصدار المحصلة بالنسبة للبورصة الأمريكية بحوالي 50% لتصل إلي 2.4 مليار دولار.