بعد ان استطاعت أكبر عشرة صناديق تحوط عالمية أن تحقق لمستثمريها حوالي 28 مليار دولار أرباحا خلال 6 أشهر النصف الثاني من العام الماضي وهو ما يعد أعلى من الأرباح الصافية المجمعة لكل من "جولدمان ساكس" و"مورجان ستانلي" ومجموعة "سيتي جروب"، و"باركليز" بالإضافة إلى مجموعة "اتش اس بي سي" المصرفية البريطانية، توقع تقرير مصرفي أن تجتذب صناديق التحوط حول العالم أموالا جديدة حجمها 210 مليارات دولار هذا العام مما سيساعد على تحقيق رقم قياسي مرتفع جديد لأصولها. ويفيد التقرير الذي يعبر عن نتائج مسح أجراه "دويتشه بنك" بأنه من المتوقع أن تؤدي الزيادة في الأموال الجديدة -التي تعادل أربعة أمثال النمو المسجل العام الماضي- إضافة إلى أداء الصناديق ،تؤدي، لزيادة أصول القطاع مسجلا رقما قياسيا جديدا يصل إلى 2.25 تريليون دولار بنهاية العام. واستطلع دويتشه بنك آراء 528 مستثمرا في كانون الثاني / يناير حيث توقعوا أن تبلغ أصول القطاع 1.3 تريليون دولار، بينما قدرت مجموعة أبحاث صناديق التحوط المتخصصة في تقييم أداء وأصول القطاع ومقرها شيكاغو أصول القطاع الذي لا تحكمه قواعد تنظيمية صارمة بلغت 1.92 تريليون دولار في نهاية 2010. ويذكر أن أصول صنايق التحوط العالمية سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 1.93 تريليون دولار في 2008 قبل اندلاع الأزمة المالية. وكان تقرير صدر مؤخرا عن "ال سي اتش انفستمنت" قد كشف أن أكبر عشرة صناديق تحوط عالمية استطاعت أن تحقق 28 مليار دولار أرباحا خلال النصف الثاني من العام الماضي وعلى سبيل المقارنة فإن هذا العائد يعد أعلى من الأرباح الصافية المجمعة لكل من "جولدمان ساكس" و"مورجان ستانلي" ومجموعة "سيتي جروب"، و"باركليز" بالإضافة إلى مجموعة "اتش اس بي سي" المصرفية البريطانية. وطبقا لتقرير "فاينانشال تايمز"، فإن تلك الصناديق العشرة حققت لمستثمريها 182 مليار دولار منذ تأسيسها، بقيادة صندوق "كوانتم" الشهير الذي تأسس عام 1973 عن طريق الملياردير "جوروج سوروس" والذي حقق 35 مليار دولار بعد استثناء الرسوم والمصاريف. أما صندوق التحوط الشهير الذي أسسه "جون بولسون" في عام 1994 فقد حقق عوائد قيمتها 32.2 مليار دولار منذ ذلك التاريخ، في حين أنه حقق خلال النصف الثاني من العام الماضي 5.8 مليار دولار. وجدير بالذكر، أن صندوق التحوط هو وعاء استثماري يضم عددا من المستثمرين لا يزيد غالباً على نحو 500 مستثمر، وقيمة الاشتراك في الصندوق ضخمة إذ تراوح عادة ما بين نصف مليون ومليون دولار كحد أدنى، ويبلغ عدد هذه الصناديق التي ظهرت فكرتها في وول ستريت في أربعينيات القرن الماضي ثمانية آلاف صندوق تجوب شتى أسواق العالم. ويعود سبب التسمية الرئيسي لهذه النصاديق إلى أنها تتبنى استراتيجية استثمارية تهدف إلى التحوط أو الحيطة من مخاطر التعرض لأي خسائر، أما مديرو هذه الصناديق فهم عادة من أغنى أغنياء العالم لأنهم ببساطة يحصلون على نسبة من الأصول وهامش كبير من الأرباح.