رغم التجاهل الدولي .. واشنطن تعتزم زيادة الضغوط على بكين محيط – زينب مكي في الوقت الذي رفضت فيه اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية المنبثقة عن مجلس المحافظين في صندوق النقد الدولي تبني اقتراح وزير الخزانة الأميركي جيم جايتنر المثير للجدل والقاضي برهن حصول الصين على نفوذ أكبر في صندوق النقد بالسماح لعملتها "اليوان" بارتفاع قيمتها في مقابل الدولار، أعلن مسئول أمريكي بارز أن بلاده تعتزم تشديد الضغوط على الصين لإجبارها على رفع قيمة عملتها. وكانت اللجنة التي تعد الهيئة المكلفة تحديد التوجهات الكبرى لصندوق النقد الدولي باسم الدول الأعضاء ال187، قد تجاهلت التحذيرات الأمريكية بشأن عدم إحراز جهود إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي التقدم المطلوب لدرء الأخطار عن الانتعاش الاقتصادي. وردا على ذلك، أكد مسئول حكومي أمريكي لصحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الاثنين، إن بلاده تعتزم تشديد الضغط على الصين رغم المخاوف العالمية من تأثيرات "حرب العملات" بين الولاياتالمتحدة والصين. وأعرب المسؤول الأمريكي عن ارتياح بلاده لتصدر موضوع قيمة العملات وسعر صرفها أجندة أعمال مؤتمر صندوق النقد والبنك الدوليين، ومشاورات وزراء مالية الدول السبع الكبرى، بالإضافة إلى رؤساء البنوك المركزية. وأشار المسؤول الأمريكي إلى وجود دلائل على أن الصين ستغير من سياستها النقدية ولكنه شدد على ضرورة مواصلة الضغط على بكين حتى لا تتراجع في خطواتها. من ناحية أخرى، أظهرت بيانات رسمية صادرة أمس ارتفاع قيمة العملة الصينية أمام الدولار إلى مستوى قياسي جديد، قدره 6.6732 يوان، لكل دولار وفقا للسعر الاسترشادي الرسمي، حيث يزيد هذا السعر المعلن أمس عن المستوى القياسي الذي سجلته العملة الصينية قبل أيام، وكان 6.6830 يوان، يوم 8 أكتوبر / تشرين الأول الجاري. ويذكر أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي تضغطان على الصين من أجل السماح للعملة الصينية بالارتفاع أمام العملات الرئيسية الأخرى بما يتناسب مع حقيقة أن الصين أصبحت أكبر دولة مصدرة في العالم وتمتلك أحد أسرع اقتصادات العالم نموا. كما وجدت الولاياتالمتحدة حليفاً قوياً في ذلك الشأن متمثلا في شخص وزير المال الكندي جيم فلاهيرتي، الذي أدلى بتصلايحا أكثر إثارة للجدل عقب استضافته نظراءه في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى مأدبة عشاء، متهماً الصين "بممارسة لون من ألوان الحمائية التي اتفق قادة مجموعة العشرين على نبذها". وقال الوزير الكندي في تصريحات على هامش الاجتماعات السنوية، وفي إشارة صريحة إلى الصين واليوان من دون ذكر إي منهما بالاسم، "اتفقنا في كل قمم "مجموعة العشرين" ، على ضرورة تفادي الحمائية... لكن تقديم دعم للصادرات عبر تقييد مرونة أسعار الصرف هو الحمائية بذاتها". ووافقهم الرأي، المدير العام لصندوق النقد دومنيك ستروس كان، حيث أيد المطلب الأمريكي بشان ربط مسألة رفع تمثيل الصين بزيادة مرونة اليوان، لكن بعبارات أكثر ديبلوماسية، إذ شدد في مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة الدولية، على أن "على الدول التي تحصل على نصيب أكبر من الحصص أن تضطلع بدور أكبر في استقرار منظومة الاقتصاد العالمي".