ظاهرة ال" لا تقاعد" تسيطر على 60% من أثرياء العالم محيط – زينب مكي
مظاهرات احتجاجا على تعديل نظام التقاعد في الوقت الذي تخرج فيه المظاهرات في شتى بلدان العالم خاصة بأوروبا منددة بارتفاع سن التقاعد، مطالبين بحقوقهم في الحصول على المعاش الممول فى هذا السن، أكد استطلاع للرأى أصدرته مؤسسة "باركليز ويلث انسايت" أمس الأحد أن 60% من الأثرياء حول العالم يخططون ليصبحوا "لا متقاعدين"، مبتعدين عن التقاعد التقليدي، ليختاروا الاستمرار في العمل وإنشاء الشركات وأخذ مشاريع جديدة في السنوات المتقدمة من العمر.
وتتوقع نتائج الاستطلاع الصادر بعنوان ''وهم التقدم في العمر.. كيف يعيد الأثرياء تحديد تقاعدهم''، أن نمو مفهوم "عدم التقاعد" على مدى العقود المقبلة، ويؤكد ما يزيد عن 70% ممن شملهم الاستطلاع، وتقل أعمارهم عن 45 سنةً، بأنهم سيعملون دائماً في شكل ما.
وأشار التقرير وهو الإصدار الثاني عشر ضمن سلسلة "باركليز ويلث انسايتس"، أن مواصلة العمل خلال السنوات المتقدمة من العمر، يؤكد أن ظاهرة "عدم التقاعد" أصبحت تحظى بشعبية كبيرة حول العالم ، خاصة في دول الخليج العربي، حيث أبدى في 92% من أصحاب الثروات في المملكة العربية السعودية و 91% في الإمارات العربية المتحدة و89% في قطر ، أبدوا الرغبة في الاستمرار بالعمل.
متقاعدين كما أظهر التقرير أن المشاركين من تلك الدول الخليجية الثلاثة هم الأكثر رغبة من بين الذين شملهم الاستطلاع، في مواصلة العمل خلال السنوات المتقدمة من العمر، حيث ظهرت بدرجة أقل بالنسبة إلى المملكة المتحدة 60% الرغبة في الاستمرار بالعمل والولاياتالمتحدة 54%، وكذلك 34% من أثرياء سويسرا و 44% أسبانيا و 46% اليابان.
وتعكس رغبة الأشخاص الذين طالهم الاستطلاع من الخليج، مواقف اجتماعية مختلفة لمفهوم التقاعد، وحظيت أوروبا بنحو خمسة عقود أو أكثر من الوقت لتتكيّف مع مفهوم التقاعد الممول في سن 65 تقريباً، فيما يفتقد هذا المفهوم جذوراً قوية في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبها اعتبرت الرئيس التنفيذي ل"باركليز ويلث" في الشرق الأوسط سهى نشأت، التوجه نحو عدم التقاعد، بمثابة خطوة للتغيير بالنسبة للأثرياء، فبينما كانت الأجيال السابقة ترغب بإنشاء الثروة في وقت مبكر من العمر بهدف الاستمتاع بها عند التقاعد، فإن التقرير الحديث يعكس موقفاً مختلفاً، بحيث يريد الأغنياء الاستمرار في تحدي أنفسهم إلى ما بعد سن التقاعد المتعارف عليه.
وأظهر التقرير أيضاً أن أصحاب الثروات في الخليج الأكثر اهتماماً في شأن التخطيط للخلافة في العالم، إذ أقر من شملهم الاستطلاع في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالمسؤولية المالية تجاه أولادهم.
وأشار معظم من شملهم الاستطلاع في دول الخليج أنهم يرغبون بترك كمية كبيرة من ثرواتهم إلى أولادهم بعد وفاتهم. وذكر هؤلاء أن الجيل المقبل سيعيش حياة أكثر ثراء من حياتهم، وأنهم يشجعون أطفالهم على تحقيق النجاح في حياتهم.
ويبين البحث أيضاً أن هناك توجهاً في أوساط الأثرياء ينطوي على الشعور بالمسؤولية المالية تجاه أولادهم أكثر من غيرهم من المجموعات الغنية، ويُلاحظ أن معظم أصحاب الثروات في قطر (94%) والإمارات (91%) يعتبرون أن انتقال ثرواتهم إلى الجيل التالي أمر مهم.
وفي المقابل، يبيّن الاستطلاع، أن الأثرياء في اقتصادات الدول المتقدمة لا يشعرون بأنهم مسؤولون مالياً تجاه الجيل التالي بنسبة (38%) في سويسرا و (41) في اليابان و (44) في الولاياتالمتحدة.
وأشار التقرير الى أن أصحاب الثروات الطائلة في دول الخليج يريدون أن يتمتع أبناؤهم بفهم أفضل لأموالهم، ما يفسر اتجاههم الواضح نحو الاشتراك الفعال في إدارة المحافظ الاستثمارية في السنوات المتقدمة من العمر.