دبي: أكد تقرير اقتصادي حديث أن المستويات القياسية لأسعار المعدن الأصفر ما زالت تتجه نحو المزيد من الارتفاعات حيث يهدف سعر أوقية الذهب 1500 دولار خلال السنوات الخمس المقبلة بزيادة سنوية تبلغ 7.4%. وذكر التقرير الصادر عن بنك "ساكسو" أعده ديفيد كارسبويل كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك أن أسعار الذهب مهيأة للارتفاع بنسبة 80% عن مستواه الحالي كي يلامس ذروته التي بلغها سنة 1980 وذلك مع تعديل الأسعار لاحتساب التضخم. وأوضح التقرير قائلا إن المعدن الأصفر ينظر إليه كونه ملاذ آمن للاستثمارات فضلا عن اتجاه المضاربين للاستثمار في الذهب بهدف التحوط من انهيارات عديدة بداية من الدولار الأمريكي وحتى النظام المالي والاقتصاد العالمي أو من هجمات إرهابية لذلك. وأشار إلى أن ارتفاع الطلب على الذهب خلال الفترة الحالية حيث اسفر نمو الطلب الشعبي على الذهب أسفر عن نمو صناديق الذهب المتداولة في البورصة حاليا التي أصبحت خامس أكبر حائز للذهب في العالم. وذكر التقرير الذي ورد في صحيفة "البيان" الإماراتية أن البنوك المركزية تمتلك ما مجموعه 20% من الذهب الموجود على الأرض، وهي تمتلك حصة أكبر بكثير من هذه عند النظر إلى الذهب من منظور الأغراض المالية (بمعنى استثناء الحُليّ وغيرها). ووصل إجمالي ارتفاعات سعر المعدن الأصفر للعقود الآجلة منذ بداية العالم الحالي إلى حوالى 19%، حيث يتجه بذلك المعدن إلى مواصلة مكاسبه السعرية للعام التاسع على التوالي. وهناك بالطبع عدة عوامل تقف وراء الارتفاعات الأخيرة للمعدن الأصفر أبرزها الانخفاضات الحادة لسعر الدولار والتي تأتي متزامنة مع بوادر التعافي التي بدأت تحظي بها العديد من الاقتصاديات الصناعية والناشئة الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة المعدن كبديل جيد للاستثمارات وملاذ لمواجهة مخاطر التضخم. وذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية أن سعر الدولار أمام سلة تضم 6 من العملات الرئيسية اقترب حاليا لأدني مستوياته منذ نحو 14 شهراً. ومن الملاحظ أيضاً أن الارتفاعات الراهنة في أسواق الأسهم العالمية وزيادة الإقبال بشكل عام نحو أدوات الاستثمار مرتفعة العائد عالية المخاطر قد اعتبر بمثابة عامل دعم لسعر المعدن الأصفر. غير أن تجاوز سعر المعدن الأصفر مستوي ال1070 دولاراً للأونصة خلال الأسبوع الأخير قد يعد مؤثراً كما يرى العديد من المستثمرين على أن المعدن مقبل وبصورة وشيكة على مرحلة تصحيح سعري. ورغم التوقعات التي ترجح تعرض المعدن الأصفر لضغوط التراجع بعد المستويات القياسية الأخيرة، إلا أن المعدن مازال يحظي بعوامل الدعم التي تكفل مواصلة اتجاهه الصعودي على المدى البعيد حيث يشير تقرير لمصرف ستاندر آند تشارترد إلى أن متوسط سعر المعدن الأصفر سيكون في العام المقبل حول مستوي ال 1140 دولار بزيادة نسبتها حوالي 8% عن التقديرات السابقة. وترتبط بالأسعار العالمية للذهب عادة بعدد من العوامل اهمها العرض والطلب واوضاع وظروف اقتصادات الدول المتقدمة ومنها أسعار الفائدة ومعدلات التضخم وقوة العملات الرئيسة خصوصا سعر صرف الدولار. ويأتي ضعف الدولار في مواجهة العملات الاخرى كانعكاس لتراجع الاقتصاد الأمريكي بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية كما أن الساسة الأمريكيين يرغبون عادة في بقاء الدولار ضعيفا لان ذلك يغري المستثمرين في الدول الاخرى بشراء السلع الأمريكية وهو ما يرفع الصادرات من نسبة الأمريكية للخارج ويقلل الواردات. وتعزى اسباب ارتفاع الذهب إلى حالة القلق التي تنتاب كبار المستثمرين في العالم جراء الشهور العصيبة التي مرت بهم منذ العام الماضي تقريبا منذ بدء الازمة الاقتصادية العالمية وهو ما يجعلهم اكثر اقبالا على المعدن النفيس كملاذ امن.