الفقراء أكثر الفئات المتضررة محيط – زينب مكي من منطلق الدراسات المتخصصة التي أثبتت أن كل دولار يتم إنفاقه في مجال الحد من أخطار الكوارث يوفر في المتوسط 6 دولارات من تكاليف مواجهة الكوارث وإعادة الاعمار، تشهد العاصمة البحرينية اليوم مؤتمر تدشين تقرير الأممالمتحدة بشأن الحد من الكوارث الذي سيقام تحت رعاية رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ،ومشاركة أكثر من 300 مشارك بينهم عدد كبير من وزراء الخارجية والداخلية والصحة والبيئة إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الدولية والإقليمية والخبراء والمنظمات غير الحكومية ذات العلاقة بمسألة الكوارث وكيفية التصدي لها.
ويحمل التقرير رسالة الرئيسية ألا وهي أن الاستثمار في التقليل من مخاطر الكوارث وتخفيض حدة الفقر يساعد على التأقلم مع مشاكل التغير المناخي من خلال تحديد العوامل الكامنة وراء مخاطر الكوارث والتوصية بعشرين عمل للتقليل من هذه المخاطر.
ويستمر المؤتمر ليومين اليوم وغدا لمناقشة النتائج و التوصيات الواردة في التقرير في إطار ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل في مخاطر الكوارث العالمية، ومخاطر الكوارث والفقر، والتقدم المحرز في مجال الحد من مخاطر الكوارث.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء البحرينية (بنا) يحدد التقرير ثلاثة عوامل رئيسية تعرض الناس للآثار المتزايدة للأخطار الطبيعية، وهي التنمية العمرانية غير المخططة التي تجبر الملايين من الناس على السكن في مناطق غير آمنة تفتقر إلى معايير البناء السليمة وإلى أنظمة لتصريف المياه ما يزيد حدة الجريان السطحي خلال العواصف والأمطار، وكذلك سبل المعيشة القابلة للتضرر للعديد من سكان الريف على الزراعة والموارد الطبيعية الأخرى حيث الوصول إلى الاحتياجات الضرورية مثل الأراضي والعمالة والأسمدة ووسائل الري وخدمات البنية الأساسية والخدمات المالية محدود بشكل كبير، إضافة إلى تدهور النظم البيئية في وقت يزداد فيه الطلب على خدمات النظم البيئية بينما ينخفض المتوافر منها.
رئيس الوزراء البحرينى وفي إشارة إلى تحديد مسؤولية الإصابة بالكوارث، يشير التقرير إلى أن "أخطار الوفاة والخسائر الاقتصادية للكوارث مركزة إلى حد بعيد في مناطق صغيرة جداً، محملاً البلاد ذات التعداد السكاني الكبير مسؤولية كبيرة جداً من أخطار الكوارث العالمية"، وأعطى التقرير مثلاً بأن 75% من الوفيات الناجمة عن الفيضانات تتركز في ثلاث دول هي: بنجلادش والصين والهند.
ويشير التقرير إلى أن الكوارث لا تشكل تأثيرات كبيرة في تراكم رأس المال في الاقتصادات الكبيرة، إلا أنها مدمرة على الصغيرة، فعلى سبيل المثال بلغت خسائر إعصار كاترينا (2005) 125 بليون دولار،وعلى الرغم من ذلك لم تؤثر كثيراً في الاقتصادات الكبيرة، بعكس ما أصاب كولومبيا أو الهند.
ومن المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء البحريني كلمة الافتتاح، إضافة إلى مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، والأميرة هيا بنت الحسين.
كما يتحدث في المؤتمر رئيس لجنة الكوارث الوطنية في البحرين، وممثل عن البنك الدولي، والأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية ميشيل جارو، ومنسق الأمانة العامة للاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة للأمم المتحدة أندرو ماسكري.
وخلال ورشة عمل مخاطر الكوارث العالمية، ستتحدث عضو قاعدة بيانات الموارد العالمية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة باسكال بيدوزي، وعضو البنك الدولي أوي ديجمان، وعضو المركز الدولي للأخطار الجيولوجية في النرويج فاروق نديم، وممثل جامعة كولومبيا آرثر ليرنر.
وعلى صعيد متصل كشف المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي الأول لإدارة الأزمات والكوارث والتي استضفتها القاهرة الأسبوع إبريل الماضي أن 250 مليون إنسان حول العالم يتضررون جراء الكوارث الطبيعية أو التي يصنعها الإنسان نفسه، بينما تتسبب الأمراض المعدية في وفاة 13 مليوناً من البشر .
250 مليون شخص ضحايا الكوارث و شدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة إعداد الكوادر الجيدة والبرامج المتخصصة في التعامل وإدارة الأزمات للتقليل من آثارها المدمرة، وضرورة تبني مفهوم الحد من أخطار الكوارث، وأهمية التعرف على الخبرات الدولية المتقدمة في هذا المجال، خاصة وأن العالم يبدي اهتماما بالغاً بالسياسات والاستراتيجيات المتخصصة في هذا المجال من أجل الحد من الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تتعرض لها المجتمعات وقوع الكوارث، ولاسيما المجتمعات الفقيرة والأكثر فقراً، والتي تكون أكثر تأثراً بهذه الكوارث .
وأشار التقرير إلى أن ميزانيات الدول النامية والدول الفقيرة لا تحتمل تخصيص موارد مالية لاتخاذ إجراءات الحد من أخطار الكوارث، وأنه من الأفضل لهذه الدول أن توفر الموارد المالية اللازمة لمواجهة الكوارث عند وقوعها، إلا أن هذا الرأي لا يجد قبولاً لدى أغلب المنظمات الدولية المتخصصة في مجال إدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها.
حيث تؤكد التقارير الدولية الصادرة عن هذه الجهات أن الكوارث تحدث في كل دول العالم سواء كانت دولاً غنية أو دولاً فقيرة، وأن الفقراء هم أكثر الفئات تضرراً، وأنه يمكن إنقاذ حياة آلاف الأشخاص وتوفير مليارات الدولارات كل عام في حال تخصيص جزء من المبالغ التي يتم إنفاقها على مواجهة الكوارث للإنفاق على إجراءات الحد من أخطار الكوارث، وأن الدراسات المتخصصة في هذا الشأن أوضحت أن كل دولار يتم إنفاقه في مجال الحد من أخطار الكوارث يوفر في المتوسط 6 دولارات من تكاليف مواجهة الكوارث وإعادة الاعمار.