بدأت أمس بالإسكندرية فعاليات المؤتمر الإقليمي "الكوارث: الحد من آثارها وإدارة الأزمات التعاون الدولي ودور تكنولوجيا المعلومات" الذي يعقد لأول مرة في المنطقة العربية لمناقشة مواجهة المخاطر وكيفية إدارة الأزمات ومواجهة الكوارث بشتي أنواعها والتعامل معها من جميع الجوانب الفنية والمعنوية والأمنية وكذلك السياسية والإعلامية ويستمر المؤتمر حتي السابع عشر من الشهر الجاري. وأكد اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية في افتتاح أعمال المؤتمر ان المخاطر وإدارة الأزمات أصبحت من أهم القضايا التي تطرح نفسها الآن وبقوة علي برامج عمل الحكومات في كل مكان.. مؤكداً ان مدينة الإسكندرية تحاول جاهدة وبكل موضوعية واهتمام ان تتعامل مع المخاطر التي قد تتسبب فيها الملوثات الصناعية، وعلي وجه الخصوص الملوثات البحرية والتغيرات المناخية والطبيعية التي قد تطرأ علي المناطق الواقعة في شمال حوض البحر الأبيض المتوسط. وقال: إننا معنيون وبالدرجة الأولي بتأمين السلامة البيئية والحياة البحرية علي شواطيء الإسكندرية. وأعرب لبيب عن سعادته لاختيار القائمين علي المؤتمر لمدينة الإسكندرية لانعقاده فيها. وأكد المهندس عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات ان حجم استثمارات الشركة سنويا لا يقل عن 2 مليار جنيه بصفتها المشغل الرئيسي في مصر وقد تم خصخصتها منذ عام ،1998 مشيرا إلي ان اجمالي الخطوط الثابتة الآن حوالي 11 مليون خط، بالإضافة إلي 27000 قناة للاتصالات الدولية. وأضاف ان الشركة ترتبط باتفاقيات عديدة للشراكات مع عدد من الشركات منها فودافون مصر وأوراسكوم وغيرها.. مؤكداً سعي المصرية للاتصالات لفتح أسواق لها في الدول الشقيقة، في إطار التعاون والتكامل الإقليمي.. وكان ميلاد شركة Lacom في الجزائر نموذجا يدل علي ذلك، ونتطلع إلي مزيد من الشراكات. وقال إن الموضوعات المطروحة علي جدول أعمال المؤتمر منها الإغاثة والكوارث وإدارة الأزمات والحد من الآثار المترتبة عليها تقع جميعا في دائرة اهتمامات وأولويات الشركة والتي تسعي إلي توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لخدمة الأغراض الإنسانية وفي الحد من الآثار السلبية المترتبة علي المشكلات الصحية والبيئية والكوارث الصناعية وغيرها. وأكد ان الشركة علي أتم الاستعداد للتعاون التام مع الاتحاد الدولي للاتصالات وغيره من منظمات الأممالمتحدة والمنظمات والجهات ذات العلاقة الوطنية والدولية من أجل تطوير شبكات اتصالات الإغاثة ولمواجهة المخاطر التي قد تتعرض لها مصر لا قدر الله. ينظم المؤتمر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ومجموعة من منظمات الأممالمتحدة المتخصصة تحت رعاية الأمين العام للجامعة العربية ويشارك فيه وفود من عدة دول عربية وأجنبية. من جانبه أكد الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي خلال مشاركته في المؤتمر ان طبيعة الكوارث تمثل أصعب النظم، لأن توقعاتها غير محسوبة، كما يصعب التنبؤ بها، وهذا ما يدعونا لأهمية إيجاد منظومة لتقليل الناتج من الكوارث بحيث تكون تكنولوجيا المعلومات هي العمود الفقري الذي تبني عليه هذه النظم. وشدد علي أهمية اللامركزية ونشر الوعي علي مستوي المحليات لتحديث معلوماتها والاستفادة منها في تحميل البيانات وعمل التطبيقات اللازمة، وإدارة العمل من خلال نظم المعلومات والاتصالات وان يتحقق ذلك إلا من خلال اللامركزية. وأكد المصيلحي علي أهمية وجود وإدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقياس البيانات وتصنيفها ونشرها مشدداً علي أهمية المعرفة والمعالجة وتدريب الكوادر البشرية، مؤكداً ان الحكومة تولي هذا الأمر اهتماما كبيرا. وأوضح محمد فرغلي النائب التنفيذي لرئيس الأكاديمية العربية انه من مطلق حرص الأكاديمية علي نشر التوعية بإدارة الأزمات ومواجهة المخاطر في المنطقة العربية، فإننا نضع جميع الامكانات تحت تصرف الأشقاء في الدول العربية، آملين استمرار التعاون والتنسيق بيننا في هذا المجال المهم. ومن جانبه أكد سامي البشير مدير قطاع تنمية الاتصالات وممثل الاتحاد الدولي للاتصالات، ان هناك العديد من الدروس المستفادة والتجارب التي مر بها العالم أجمع والدول العربية علي وجه الخصوص، وتستحق منا كل الاهتمام والتركيز لمواجهة ما هو جار، ما قد يحدث مستقبلا من مخاطر، وان الأمثلة كثيرة ومتعددة، وتتضمن الكويت، العراق، لبنان، الصومال، السودان، والزلازل التي ضربت الجزائر، وكذلك توسونامي، والزلازل التي ضربت باكستان وأفغانستان وغيرها من دول العالم. وأكد البشير ان الاتحاد الدولي للاتصالات يسعي إلي دعم قدرات الدول العربية في مواجهة الكوارث والمخاطر والاستعداد المسبق لها من جميع الجوانب الفنية علي وجه الخصوص باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وحث هذه الدول علي النظر في الانضمام إلي اتفاقية "تامبر" العالمية الخاصة باستغلال موارد الاتصالات السلكية واللاسلكية للحد من الآثار المترتبة علي الكوارث بأنواعها. والذي لم ينضم إليها حتي الآن سوي 4 دول عربية ليس من بينها مصر وهي "المغرب الكويت سلطنة عمان لبنان". ومن جانبه أكد دافيد فينيس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الأمن والسلامة.. أن الكوارث تقتل مليون شخص كل عقد زمني وتترك الملايين من المشردين في انحاء العالم، فخلال السنوات القليلة شهدنا أحداثا مدمرة في العراق والصومال والسودان، حيث كان من المستحيل علي المجتمع الدولي ان يستجيب لهذه الأحداث دون استخدام موارد الاتصالات السلكية واللاسلكية. وأكد فينيس انه يمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ان تكون ذات تأثير كبير علي قدرة الأممالمتحدة علي الاستجابة للطوارئ، ولا يمكن ان يحدث التنسيق الفعال إلا إذا كانت البنية التحتية للاتصالات في مكانها.