تعرض سعر الاسترليني لضغوط تراجع مع بداية الأسبوع وذلك بعد أن أظهر قطاع الإنشاءات في بريطانيا المزيد من مؤشرات الإنكماش في الوقت الذي مازالت تساور فيه أسواق الصرف حالة من القلق إزاء أداء القطاع المالي في بريطانيا. ويرى محللون أن مخاوف المستثمرين بشأن القطاع المالي والمصرفي قد تتزايد مع ترقب نتائج أعمال عدد من المؤسسات المالية الكبرى في بريطانيا هذا الأسبوع. وتشير بيانات جديدة إلى تراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الإنشاءات في بريطانيا خلال الشهر الماضي إلى أدنى مستوياته منذ بدء إطلاق المؤشر عام 1997. ويرى هانز ريدكر في مصرف "بي إن بي باريبا" أن الاسترليني لن يبقى عند مستوياته المرتفعة الراهنة حيث قد يشهد انخفاضات حادة خلال فترة الخريف المقبل. وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى تراجع سعر الاسترليني بنحو 0.4 % أمام العملة الأمريكية ليسجل 1.9681 دولارا كما تراجع مقابل العملة الأوروبية أيضا ب0.4 % ليسجل 0.7916 من الاسترليني. وقد شهد سعر الدولار استقرارا نسبيا اليوم في ظل ترقب أسواق الصرف للقرارات التي ستتخذها الأسبوع الحالي البنوك المركزية في كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول منطقة اليورو حيال أسعار الفائدة. ولم تسجل العملة الأمريكية تغيرات تذكر أمام العملة الأوروبية حيث استقرت حول مستوى 1.557 دولار لليورو، بينما ارتفع الدولار بنحو 0.3 % أمام العملة اليابانية ليبلغ 108.02 ين للدولار. وكان سعر الدولار قد تمكن من إحراز ارتفاع بنحو 1 % أمام اليورو خلال الأسبوع الماضي في أسواق الصرف وهو ما اعتبر أعلي ارتفاع للعملة الأمريكية منذ منتصف يونيو الماضي. وجاء استمرار انتعاش سعر الدولار الذي حقق ارتفاعات مقابل اليورو بحوالي 2.3 % خلال الفترة منذ 11 يوليو الماضي وذلك في ظل الضغوط التي تواجه العملة الأروبية نتيجة مؤشرات تباطؤ معدلات نمو اقتصاد منطقة اليورو والتي كان آخرها تلك البيانات المتعلقة بانخفاض النشاط علي مستوي القطاع الصناعي بدول منطقة اليورو لأدني مستوياته منذ نحو 5 أعوام. وقد تعرض اليورو لضغوط أيضا في ظل انخفاض مبيعات التجزئة بألمانيا خلال شهر يونيو بصورة تجاوزت التوقعات السابقة وبشكل كبير، الأمر الذي يقلص فرص إقدام المركزي الأوروبي علي إجراء عملية رفع جديدة لأسعار الفائدة لديه العام الحالي. وفي المقابل لذلك تلقي الدولار دعما في ظل البيانات الجديدة لوزارة العمل الأمريكية التي أظهرت تقلص عدد الوظائف التي تم إلغاؤها من قبل أصحاب العمل في الولاياتالمتحدة بشكل أقل مما كان متوقع.