الكويت – محيط : سجلت أسعار النفط العالمية هبوطا حادا في نهاية تداولات الأسبوع الماضي بعد إعلان وكالة الطاقة الدولية عن إطلاق 60 مليون برميل من احتياطياتها في الأسواق. وسجل سعر برميل النفط الكويتي هبوطا بقيمة 3.60 دولار أمريكي في تداولات الجمعة ليصل إلى 101.05 دولار للبرميل في حين انخفضت أسعار النفط أكثر من ثمانية دولارات للبرميل في لندن ونحو ستة دولارات في نيويورك. وأجمع عدد من خبراء النفط الكويتيين في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية " كونا" اليوم على ان قرار وكالة الطاقة الدولية سيعمل على خفض الأسعار بشكل مؤقت لتصل إلى ما دون ال 100 دولار في الأيام المقبلة. وقالوا ان الوكالة لن تستطيع الاستمرار في سياسة السحب من المخزون الاستراتيجي مضيفين انه من المستغرب ان تتخذ الوكالة مثل هذا القرار في هذا التوقيت. وقال الخبير النفطي الدكتور طلال البذالي ان قرار وكالة الطاقة الدولية بضخ مليوني برميل من النفط يوميا إلى الأسواق يعني زيادة العرض مضيفا ان إجراء الوكالة ليس له تأثير كبير لان ضخ 60 مليون برميل من النفط خلال شهر تعد كمية قليلة ولا تعادل حتى إنتاج يوم واحد من الإنتاج العالمي الذي يتخطى 85 مليون برميل يوميا. وتوقع ان تشهد نهاية العام الحالي حالة من الارتفاع الحاد في الأسعار معللا بأن وكالة الطاقة لن تستمر طويلا في سياسة السحب من المخزون مبينا ان من أسباب ارتفاع الأسعار هو الخلاف غير المعلن بين الدول الأعضاء في المنظمة . من جهته قال الخبير النفطي عبد الحميد العوضي ان ما قامت به وكالة الطاقة الدولية بضخ 60 مليون برميل من النفط بمعدل مليوني برميل يوميا لمدة شهر أمر يدعو إلى الدهشة والتساؤل موضحا ان الولاياتالمتحدة سوف تضخ وحدها مليون برميل يوميا. وتساءل العوضي عن نوعية النفوط التي ستضخها الدول الصناعية صاحبة المخزون الاستراتيجي والتابعة للوكالة ، مشيرا إلى انها هل هى نفوط خفيفة ام ثقيلة حمضية ام حلوة وما مدى تأثير ذلك على النفط الكويتي". وأوضح ان ما بين 55 إلى 60 % من المخزون النفطي الاستراتيجي هو من النفوط الخفيفة مبينا ان أمريكا سوف تضخ 30 مليون برميل فيما تضخ دول شرق أسيا ممثلة في اليابان وكوريا 10 ملايين برميل بواقع 300 الف يوميا بينما تضخ دول أوروبا 20 مليونا بواقع 600 الف برميل يوميا لمدة شهر. وعن توقعاته لأسعار النفط أفاد العوضي بأن الأسعار سوف تهبط خلال الأسبوع الحالي مشيرا إلى أن ضخ 60 مليون برميل "ليس بسهل" على دول وكالة الطاقة الدولية المطلوب منها الاحتفاظ ب 9 % من إجمالي استيرادها للنفط مؤكدا ان الولاياتالمتحدة لديها مخزونا بما يعادل 750 مليون برميل في حين ان لديها خططا للاحتفاظ بمليار برميل كمخزون استراتيجي. من جانبه أوضح الخبير النفطي محمد الشطي ان ما يميز حراك وكالة الطاقة الدولية هو قربها إلى الأسواق العالمية مقارنة مع منطقة الخليج العربي إضافة إلى ان نوعية النفوط المتوفرة في المخزون الاستراتيجي وهي نفوط خفيفة تحتاجها السوق وتطلبها المصافي للتكرير وإنتاج المنتجات التي يرتفع الطلب الموسمي عليها خلال الفترة القادمة ومن أهمها زيوت التدفئة. وأشار الشطي إلى ان سحوبات المخزون تخفف من الواردات للولايات المتحدة من النفوط الافريقية الخفيفة ويشجع تصريفها في الأسواق الأوروبية لتعويض النفط الليبي خصوصا مع عدم وضوح حجم الزيادة التي ستعرض من دول "أوبك" في السوق خلال الأشهر المقبلة. وذكر ان مصادر السوق النفطية المبدئية تشير إلى ارتفاع إنتاج دول الخليج العربي ما يعني رفع المعروض في السوق النفطية بما يتناسب مع الطلب الحقيقي في السوق النفطية للنفط الخام.