تراجع قيمة الدولار يخفف تكاليف برميل النفط على المستهلكين محيط كريم فؤاد بالرغم من تسجيل أسعار النفط ارتفاعات قياسية جديدة وصل فيها سعر خام برنت إلى 96 دولارا للبرميل، إلا أن انخفاض قيمة الدولار الذي ما زال يتابع رحلة هبوطه أمام معظم العملات الرئيسية خفف من تكاليف برميل النفط على المستهلكين وخصوصا في أوروبا التي تتميز بارتفاع عملتها أمام العملة الأمريكية. وبات من المؤكد أن شبح التراجع سيظل يلاحق الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة وما قد يحمله ذلك من تداعيات سلبية على العديد من اقتصاديات العالم، حيث أقدم بنك الاحتياط الفيدرالي علي خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة ليصل إلى 4.5%. وقد قلل وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسن خلال اجتماعات الخريف المشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي اختتمت مؤخرا في واشنطن، من أهمية تراجع قيمة الدولار مؤكدا أن هذه المسألة "صحية مع تراجع نسبة البطالة وارتفاع الأجور ونسبة النمو التي يشهدها الاقتصاد العالمي الذي يعزز الصادرات الأمريكية". وسجل سعر العملة الأمريكية التي تقاس بها مبيعات النفط أدني المستويات أمام الجنيه الإسترليني، ليصل لأعلى مستوى له أمام الدولار الأمريكي منذ 26 عاما. فيما سجلت العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعا أمام الدولار الأمريكي ليصل إلى 1.4525 دولار مسجلة أعلى مستوى لها منذ وذلك منذ بدء إطلاق العملة الأوروبية في عام 1999. وألقي انخفاض العملة الأمريكية بظلاله علي القوة الشرائية للإيرادات المالية ل"أوبك" وأدي إلى فقدانها نحو 30% من قوتها الشرائية، وفي خضم ذلك استبعد وزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله بن حمد العطية فك ربط تسعير النفط بالدولار مشيرا إلى أن ذلك الأمر مرتبط تاريخيا بصناعة النفط بغض النظر عن التقلبات في سعر الدولار مؤكدا أن هذا الربط ليس بقرار سياسي. وأرجعت أوبك في تقريرها الشهري الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" ارتفاع أسعار النفط إلى حالة القلق الناجمة عن احتمال وقوع مخاطر اقتصادية وعدم استقرار الأسواق المالية والبورصات المتعاملة بالنفط إضافة إلى عوامل جيوسياسية ونفسية وموسم الأعاصير في الولاياتالمتحدة وضعف حالة مصافي تكرير النفط في الدول المستهلكة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة أثرت على حالة الطلب العالمي على النفط وأدت إلى انخفاض مخزون الوقود في ظل تراجع ملحوظ في مستوى أداء قطاع التكرير وانعكس على حالة السحب المستمر من المخزون النفطي الخام. وكانت المنظمة قد شرعت رسميا اعتبارا من يوم أمس الأول من نوفمبر في ضخ نصف مليون برميل إضافي إلى السوق في محاولة لكبح جماح الأسعار المرتفعة للنفط. وأوضحت انه على الرغم من أن الارتفاع الحالي في أسعار الخام ليست له علاقة بسياسات السوق من العرض والطلب فإن المنظمة تهدف من وراء ضخ مزيد من الخام في الأسواق إلى تبديد حالة القلق والمخاوف من حصول أي نقص في الإمدادات النفطية واحتمال سحب كميات كبيرة من المخزون النفطي من مستودعات السوق التي تتسم بالتراجع وعدم الاستقرار أصلا. وكانت أسعار النفط قد بدأت بالارتفاع قبل حوالي الشهر لعدة عوامل مشتركة أبرزها تراجع المخزونات الأمريكية والتوتر السياسي في المناطق النفطية لاسيما شمالي العراق والعقوبات الجديدة التي فرضتها الولاياتالمتحدة على إيران فضلا عن حساسية أسواق النفط العالمية في الوقت الراهن نظرا لاقتراب دخول فصل الشتاء الذي تزداد فيه تقليديا نسبة الطلب على الخام إضافة إلى استمرار ارتفاع الطلب على النفط من قبل الاقتصاديات الصاعدة كالهند والصين.