بكين: القفزات القوية التي تشهدها الأسعار العالمية للنفط يبدو أن أثارها لن تقتصر فقط على سرعة معدلات نمو اقتصاد ثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم بل يمكن أن تمتد التأثيرات السلبية إلى أسواق الاستهلاك المحلية لذلك الاقتصاد ألا وهو الاقتصاد الصيني، خاصة وأن الصين قد أقدمت بدءا من الشهر الحالي على رفع أسعار البنزين والمشتقات البترولية للاستهلاك المحلي بنحو 10 %. ويرجع ذلك التعديل في أسعار المشتقات النفطية في الصين في محاولة لتقليص الفجوة بين أسعار البترول الدولية شديدة الارتفاع واسعار البترول المحلى المحددة من الحكومة وفقا لما ذكرت لجنة التنمية الوطنية والاصلاح الصينية. وأعلنت هيئة التخطيط الاقتصادى الصينية كما ورد في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أنه تم رفع متوسط أسعار التجزئة للبنزين وزيت الديزل إلى 5980 يوان و5520 يوان للطن بارتفاع بنسبة 0.4 و0.46 يوان للتر على التوالى. وألقى باللوم على أسعار البترول التى تسيطر عليها الحكومة فى السوق المحلى بشأن نقص امدادات البترول، حيث أن بعض المعامل ستوقف عمليات المعالجة لتجنب حدوث خسائر بينما سيقوم بعض المنتجين والبائعين بتخزين البترول لتحقيق ارباح اكثر فى حالة حدوث ارتفاع محتمل فى الأسعار وفقا لما ذكر ليو تشن تشيو، نائب مدير ادارة الأسعار فى لجنة التنمية الوطنية والاصلاح. وقال ليو انه "اذا كان سعر البترول الخام 80 دولارا للبرميل، فإن معامل التكرير المحلية ستخسر 600 يوان لكل طن من البترول الخام تقوم بمعالجته و1000 يوان لكل طن من البترول تنتجه، ومن المقرر أن ترفع الصين أيضا سعر الغاز الطبيعى المخصص لانتاج السيارات والانتاج الصناعى وفقا لما ذكرت لجنة التنمية الوطنية والاصلاح. هذا وقد حققت أسعار النفط ارتفاعات قياسية جديدة ليصل سعر خام برنت 96 دولارا للبرميل في سوق نايمكس وهو أعلى مستوى منذ بدء التعاقدات في عام 1983.