بيروت: صدر حديثاً كتاب "العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوروبية" بالتعاون بين هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث مشروع "كلمة"، والدار العربية للعلوم ناشرون، وقام بتأليفه د. جورج صليبا الذي وضعه بالإنجليزية، وترجمه د. محمود حداد. وبحسب صحيفة "الجريدة" يوضح المؤلف في مقدمة كتابه أنه دراسة في علم التاريخ، ويعالج الميول السائدة في مجال تاريخ العلوم الإسلامية والعربية، ويحاول الاستفادة من أحدث ما كتب في مجال التاريخ، وذلك بغرض اقتراح علم تاريخ جديد يمكن أن يقدّم تفسيرًا أفضل للتطوّرات العلمية بمعنًى أشمل. يتناول المؤلف عبر فصول كتابه مختلف النظريات التي واجهت نشأة التراث العلمي وبدايته، إذ يبدأ بمناقشة الكثير من النظريات بصورة مفصّلة، ثم يعرض نقدًا حول إخفاقها في تفسير الوقائع التي نعرفها عبر المصادر الأولية المتعلقة بالعلوم والتاريخ العائدة إلى العصور الإسلامية القديمة، ثم يقدم أساسًا لتفسيرٍ بديل يعلّل هذه الوقائع ويجيب عن الأسئلة التي طُرحت في الفصل السابق. ويستعرض الترجمة في أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي نتيجة لإصلاحات عبد الملك، ثم يوضح مدى تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكيف أدّت إلى ظهور العلم ودعم استمراره في الحضارة الإسلامية. ويستنتج الباحث في الكتاب أن مستوى العلاقة التي ربطت عصر النهضة بالعالم الإسلامي، كان مختلفًا تمامًا عن مستوى الارتباط الذي كان شائعًا طوال العصور الوسطى. ففي تلك العصور كان الناس يعتمدون أكثر على الترجمات، وكانوا ينتظرون صدورها قبل أن يستخدموها. ولكن في عصر النهضة يبدو أنّ رجال العلم أصبحوا هم أنفسهم مستعربين، ولم يعودوا بحاجة إلى الترجمات، إذ أمسى بإمكانهم استخدام النصوص العربية مباشرة واستخدام أفكارها. جدير بالذكر أن المؤلف يشغل مركز باحث متفوّق في معهد كارنيغي في نيويورك لعامي 2009-2011 ، إلى جانب مهام التدريس في جامعة كولومبيا- نيويورك، وحاصل على جوائز أكاديميّة عدّة منها جائزة الكويت للبحث العلمي في علم الفلك عام 1996.